آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:48 م

قراءة في كتاب الإسلام في ساحة السياسة للدكتور توفيق السيف

حسين علي الناصر

يعتب الدكتور توفيق السيف في مقدمته على أنه استدل ببعض كلمات جمال الدين الأفغاني ليس استنقاصاً بل لأن مرور الزمن الطويل لم يحدث تغيير يذكر للأفكار الجديدة وأن العالم الإسلامي لم يتقدم كثيراً في معالجة مشكلاته الجوهرية.

حيث يبحث في أولى مقالاته عن حرية الرأي والتعبير عن الرأي ويسعى جاهداً لإثبات هل الإسلام يتيح لأبنائه أو للغير حرية التفكير أم لا؟

ويستعرض حقوق الإنسان والاختلاف من خلال رجل بارز وهو علي بن أبي طالب حيث يؤكد بأنه لا يستهدفه من حيث أنه البطل المستقل بذاته ولا التذكير بفضائل علي الأخلاقية.

وكعادة الدكتور السيف في كتبه الخفيفة تكون كتابته واضحة وبأسلوب واضح، حتى أن القارئ لا يتعثر أو يفكر عن ماذا يقصد؟ ربما يكون قليل لكنه لا يذكر.

توفيق السيف تعرض لكثير من المواضيع في النقد والحرية والاختلاف والاستبداد لكن لماذا سمى الكتاب الإسلام في ساحة السياسة؟ على الرغم من أنه تطرق لبعض الشيء وهذه وجهة نظر، يعجبني الدكتور توفيق أنه يصرح بالتفريق بين الدين وبين فهم الدين حيث يوضح أن ما ينقده هو ما فهم من الدين وليس الدين وعلى ذلك لا يسلم من الاتهامات الباطلة التي عادة ما تكون من....؟ ستعرفون ما أقصد من خلال قرائتكم لما تطرق له في الكتاب وهذه أهمها:

  1.  إن الاختلاف وتعدد الآراء سنة ثابتة في حياة البشر، وحرمان المسلمين لقرون طويلة من ممارسة الحرية والجمود في فهم النص القرآني والتفسيرات الخاطئة المقصودة أحياناً والعفوية أحياناً أخرى.
  2.  ليس لأحد أن يلزم غيره برأي أو فهم خاص.
  3. المجتهد قد يصيب ويخطئ ونتيجة عمله تنسب إليه فتسمى الحكم الظاهري.
  4. سأل الرسول عن معنى قوله تعالى: فإذا عزمت فتوكل على الله، فما معنى العزم؟ فقال: مشاورة أهل الرأي ثم اتباعهم.
  5. إن الله جهز الإنسان بالوسائل التي تمكنه من حرية الاختيار حيث قوله تعالى: ﴿ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين وهديناه النجدين.
  6. منع الرأي والاختلاف هو حقيقة الاستبداد الذي سيطر على العالم الإسلامي منذ سنين متمادية على المستوى السياسي والاجتماعي والثقافي وهذا الاستبداد هو السر المكنون للتخلف والانكسار والتبعية التي يعاني منها المسلمون.
  7. انقلبت الموازين في عالمنا الإسلامي إلى ظرف أصبحنا فيه عاجزين عن قول رأينا والدفاع عن أنفسنا إلا بلاد الكفار وكان الخطاب الإلهي لنا ﴿وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون ولكن للأسف الشديد انقلبت الآية وتغيرت الموازين أصبح العلم عندنا مهجور وأمسى أهله الأدنين بعد أن كانوا في أعلى المراتب وأمسينا نشد الرحال إلى الغرب والشرق لباً للعلم والمعرفة.
  8.  لقد أدى التشدد في اتخاذ الأفكار والتعصب الأعمى للذات وإغلاق الأبواب دون الحوار مع الأفكار المختلفة إلى مزيد من الانشقاقات في المجتمع، حيث يقومون على الحط من قيمة الغير والنظر إليه بدونية فيصبح رأي الجناعة ميزاناً لكل فكر أو عمل يجري في الكون بدل أن يكون القرآن هو الميزان أو العقل هو الميزان
  9. كما أخذ الإعلام دور الأب أو واعظ قرية في تعويد الفرد على الاستسلام للأقدار وعدم الاعتراض والسكوت على الخطأ والقبول بما يطلب منه دون نقاش.
  10.  على امتداد العالم الإسلامي ضيق الناس وأولهم أهل العلم بناقدي آرائهم وسرعتهم في نسبة من يخالفهم الرأي إلى غير ما هم عليه للتشويش على آرائهم، إنهم يسمحون لأنفسهم بالنقد في كل صوره ويضيقون بأي نقد يوجه إليهم حتى في أبسط صوره.
  11. لقد شنع الكتاب الكريم على المشركين رفضهم سماع قول الحق ووصفهم بالجهالة ﴿وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم وأصروا واستكبروا استكباراً.
  12.  إذا كنا ضعفاء عن رد أدلة الغير قلقين على أنفسنا فإن العلاج هو بالبحث عن أسباب الاستقواء لا بالحجر على العقول والأفكار.
  13. الوحدة تعني قبول كل واحد بالآخر وليس من شرطها التنازل عن المتبنيات النظرية أو حق الاختلاف.
  14. أكثر الناس لا يفرق بين الإسلام في صورته النظرية الأصلية وصورته بعد أن يُعمل فيه المجتهدون عقولهم فيحولونه إلى مشروع للتطبيق مرتبط بالزمان والمكان.
  15. إن ادعاء التفرد بمعرفة النص الشرعي أو إدراك مراد الخالق هو نوع من التجاوز على مقام الخالق سبحانه.
  16. إن الاجتهاد الكامل هو الممارسة المثلى لحرية الرأي والنقد المنتجة للأفكار الجديدة والخلاقة
  17. إن القلق ليس في كل الأحوال قلقاً على الدين وحسب بل هو خصوصاً وربما في الدرجة الأولى قلق على الذات.
  18. الذي يوجه النقد إلى أصحاب الايدلوجيا فسيكون جزاؤه الاتهام بالهرطقة والانحراف الفكري أو التفسيق والتبديع وربما التكفير.