آخر تحديث: 30 / 3 / 2024م - 1:32 ص

بعمق جرحين

مصطفى الخضراوي

بعمق جرحين

بـعـمقِ جـرحـينِ اهـدتـني 
الـرؤى ذاتـي لـطـالـمـا 
تُــهـتُ فـــي بــحـر الـخـيـالاتِ

و قـلـبـتـني هــمــوم الــعـمـر 
فـاتـقـدت مـــن جــرحـيَ 
الـبـكرُ آلاف الـجـراحاتِ

لكنني عــدت كالاقـــمار 
متـخذا من حمرة الشمس 
مصباحا لمرآتي

أنـا الـذي لـم اكـن من 
قبلُ ذا شجنٍ ولـــم أكـــن 
أدركُ الـمـعـنى بــلاءاتـي

ولـم أر الـشـعر شريانَ
الـقـلوب ولــم أدري بأني
خليلُ الأمسِ و الآتي

هـو المــجازُ عــلى الآفاقِ 
يحملني يقضيء من مقلتي
نحو المجراتِ

حــاولـت أن أرســـم الـمـعـنى 
بـقـافـيتي وأبــــــدأ الـــعـــزف 
آهـــات بــآهــاتـي

وكلـــما راودتـني الريحُ 
في خجلٍ  ابحرتُ في زورقٍ 
في بحرها العاتي

حــتـى رأيـــتُ بـــأن الــحـرف 
يـتـبـعني يـرثــي (عــلــيـا)
عــلــى كــــل الــمـنـاراتِ

تلك الـلـغـاتُ تـنـامت 
ملء خاصرتي وخــاطــبـت 
كــل مـــحــرومِ الــمــلـذاتِ

و جئـــت اصطاد من بين
السُرىٰ أملا يضيء من نورهِ
ليلَ المجازاتِ

أغفو عــــــلى صوتِ : يا أمي و يا وجعي واســتـفـيـقُ عـــلــى بـــعــد 
الـمـسـافـاتِ

كــم يـتـمتني (اشـتـهاء الـمـاء 
مــن يـدها ) و كـسـرةَ الـخـبز 
حـينا وسـط صيحاتي

وكَم عرجتُ الى النجماتِ
اسألها عن وجهها العذب
في جنح التلاوات


أشتاقـــها شــــوقَ يعقـــوبٍ 
ليوسفهِ حــين استــجابت
له عيـــنُ النداءاتِ

فـــي كل وِردٍ أراها نــبـض 
بـسـمـلتي وغــايــةَ الــذكــرِ 
فــــي كـــل اختلاجاتي

لـــم أفهم الـيـتم إلا عـنـدما 
سـقـطت مــن غصنها
الـغَـض اسرابُ الحماماتِ