مثقفون ورجال دين.. عودة أخيرة لهلال العيد
تناول كُتّاب صحيفة ”جهينة الإخبارية“ يوم الأربعاء مسألة هلال العيد مجددا، واقترحت مقالة اجراء مقاربة فقهية جديدة للتعامل مع هلال العيد، شبيهة بالتعامل مع هلال ذي الحجة لجهة إقرار جميع الفقهاء ثبوت الهلال وفقا للديار المقدسة، ويقابل ذلك مقالة تتهم المثقفين بالتصيد للخوض في مسألة خلافية. فيما يلي خلاصاتها:
وكتب السيد فاضل الشعلة في صحيفة جهينة الإخبارية متسائلا عن إمكانية الخروج من إشكالية تثبت هلال العيد، وقال: إن الحزن الذي أصاب الكثيرين ليس بسبب اختلاف مباني الفقهاء بل بسبب اختلاف من تصدى لتطبيق تلك المباني، وهو اختلاف كان بالإمكان ألا يكون بهذا الاتساع.. كيف لوكلاء المرجع نفسه وفي البلد نفسه أن يثبت بعضهم الهلال والبعض الآخر ينفي ثبوته! ما أراده الناس - ببساطة وعفوية - أن يدار هذا الخلاف باجتماع المتصدين تحت سقف واحد، وهي دعوةٌ أينما قلَّبتها تجدها داعية إلى وحدة الكلمة.
ويخلص الكاتب إلى وضع تصور للخروج من المشكلة، بالقول: في أكثر السنوات فإن الحجاج الشيعة يتعاملون مع شهر ذي الحجة وفقًا لتثبيت قاضي الديار المقدسة فنرى الحجاح الشيعة يؤدون أعمال عرفة في يوم الثامن ويعيِّدون في يوم عرفة، وحجهم صحيح على رأي المراجع أنفسهم. فالموضوع إذن ليس ”تنازلا“ بل انتقال من مبنى إلى مبنى وفق ظرف خاص اعتمدوه من الروايات. هذا الظرف الخاص هل يمكن أن نجد له توسعًا وتطبيقًا في مناسبات أخرى كعيد الفطر؟
وكتب فؤاد الحمود في صحيفة جهينة الإخبارية منتقدا تناول بعض المثقفين لإشكالية إثبات هلال العيد، وقال: من خلال التجاذبات التي تنتجه بسبب مجموعة من العوامل العلمية لمتبنيات الفقهاء من جهة وضعف بعض الشخصيات المتصدين للهلال من حيث القدرة العلمية أو البيانية أنتجت صراعاً ربما تظهر بعض ثماره الإيجابية على المجتمع مستقبلاً. فلنرجع لتلك الظاهرة ونتعامل بها بمنظور علمي بعيداً عن التشنجات لنلحظ أنها مسألة تخصصية علمية وهو الفخ الذي طالما يقع المثقف خلطاً بين الثقافة والعلم.
ويخلص الكاتب إلى القول: مسألة الحسابات الفلكية ليست بالأمر المستحدث بل لها تاريخ يعود إلى خمسة آلاف سنة على الأقل.. وقد يطرح بعض المثقفين لماذا لا يعتمد على ظاهرة تولد الهلال كونه أمر مجمع عليه علمياً خلافاً لإمكانية الرؤية فالمسألة مختلف عليها بين علماء الفلك.. والخلاصة أن هناك معارف غابت عن ذهن المثقفين جعلت منهم يتصدون ويتصيدون الفرصة للخوض في أمر علمي، رغم أن هناك مسائل خلافية في كل علم ومنها مسألة الهلال التي يجب علينا أن نتعايش مع المسائل العلمية الخلافية.
وكتب محمد التاروتي في عموده اليومي بصحيفة جينة الإخبارية منتقدا التصنيفات الإجتماعية وقال: يمارس البعض ”لعبة“ التصنيف لاطياف المجتمع، بحيث يضع طرفا في اقصى اليمين، والاخر في جهة الشمال، والثالث في المنطقة الوسطى، بهدف احداث بلبلة في البيئة الاجتماعية من جانب، ولغاية في ”نفسه“ من جانب اخر، خصوصا وان الفوقية التي يحاول فرضها على الاخرين، تدفعه لانتهاج هذه السياسة الاجتماعية المريضة.
ويخلص الكاتب إلى القول: سياسة التصنيف الاجتماعي تكشف حقيقية أصحابها أحيانا، فهي تصب في تحقيق المصالح الذاتية، ولا تخدم المجتمع على الاطلاق، فاحداث انقسامات في البيئة الاجتماعية يقضي على التماسك الداخلي، مما يؤسس لمرحلة خطيرة للغاية على الصعيد الشخصي أولا، والجمعي ثانيا، مما يجعل عملية اختراق البيئة الاجتماعية سهلة للغاية، وبالتالي فان الوعي الأخلاقي بضرورة احتواء جميع الفئات الاجتماعية، يساعد في إبقاء عوامل تماسك الكيان الاجتماعي.