آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 1:22 م

التحدي القادم

أحمد منصور الخرمدي *

إن التحدي الكبير، الذي سوف يواجهنا بعد ما تراجعنا وبنسبة كبيرة للغاية في هذه المعضلة المليئة بالمنغصات «جائحة كورورنا» التي نسأل الله بفضله وقدرته وبلطفه على عباده، على إضمحلالها ونهايتها من الوجود، والتي طالت شرارتها كل بلدان العالم، وكلفت تداعياتها القاسية والصعبة الكثير، لا من أجل الحفاظ على مكسباً مادياً أو منصباً رئاسياً أو قيادياً أو ترويجاً أعلامياً، بل من أجل ما هو أسمى وأرقى هو الحفاظ على الأنسان والقيم، وسلامة الأوطان وأمنها.

صحة الإنسان والحفاظ على بدنه وعقله من الأوبئة والأمراض واستقراره، حتى يبقى قادراً على العيش والحياة الكريمة، وحتى لا يشعر بأي حرمان من رغد المعيشة، من الأولويات الكبيرة والاهتمام المشهود، لحكومتنا - حفظها الله - وبكل ما تحمله الكلمة والمعنى من صدق وأمانة ومسؤولية كاملة، وهو واجب ديني وإنساني اتجاه مواطنيها والمقيمين على أراضيها، وما بذل من جهود وطنية جبارة من تلك الأنفس والقلوب البيضاء من الكوادر الصحية والأمنية والخدمية الأخرى العملاقة والذين يستحقون منا جميعاً وقفة تقدير واحترام وشكر وثناء «جزاهم الله عنا خيرا».

يبقى السؤال والأكثر تداولاً والحاحاً:

هل بعد ما حصل من تجاوزات وعدم الإلتزام بالإرشادات الوقائية «لبس الكمام، ترك المسافة بينك وبين الأخرين، تجنب التجمعات، غسضل اليدين بالماء والصابون بشكل دائم، الإتصال على الأرقام المحددة من وزارة الصحة الموقرة، في حالة تعرضك أو حتى مجرد الشعور، لأي أعراض لا سمح الله، لتقي نفسك وأسرتك والآضخرين من المرض».

ألا ينبغي، أن يكون لدينا ذلك الحس الراقي من الواجب الديني والإنساني والوظيفي؟ وهل بعد هذا الحدث الفضيع للغاية، سنبقى صامدين وتكون لنا الإرادة والعزيمة الصادقة في اتخاد واتباع التدابير والتعليمات اللازمة وبوجه السرعة للحيلولة دون أنتشار أكثر لهذا الفيروس الفتاك؟

الوطن غالي علينا جميعاً، وبذل كل ما في وسعه، فلا يستحق منا ذلك التهاون والأهمال! المطلوب.. فقط أن نكون على قدر كبير من الوعي وتحمل المسؤولية والحذر، وأن نجعل في نصب أعيننا وضمائرنا أننا أمام الله سبحانه وتعالى محاسبون، أن نبعد أنفسنا ووطننا وجيلنا من هذا الوباء البغيض، ومن كل شر ومكروه.