«تجميد البويضات».. فرصة للراغبات بتأجيل الحمل
يشغل الحمل والإنجاب بال الكثير من السيدات اللاتي تحاول الإنجاب قبل سن الأربعين، خاصة إذا كانت هناك ظروفا حياتية أو صحية تُحيل دون ذلك في الوقت الراهن.
وتَعمد بعض الفتيات إلى تأجيل الزواج اختياريا نتيجة ظروف خاصة، أو مجبرة كمن تخضع للعلاج الإشعاعي، مما يؤدي إلى مضي سنوات العمر وعليه ”تقل فرصة الحمل والإنجاب التي أصبحت هاجس لدى الكثير“.
وذكر استشاري العقم وأطفال الأنابيب حمد الصفيان، أن تقنية طبية جديدة تُسمى ”تجميد البويضات“ والتي تُمكن السيدات من الحمل في وقتٍ لاحق، أصبحت الآن متوفرة بالسعودية.
وشرح خلال لقاء بثته القناة السعودية مؤخرا، أن التقنية تقتضي الحصول على بويضات في عمر مبكر للفتاة كأن يكون 28 سنة ويتم تجميدها، لتبقى على ما هي عليه وتكون صالحة للاستخدام سنوات طويلة قد تمتد لأكثر من 25 سنة.
وقال: ”يمكن زراعة البويضة الملقحة في الرحم بأي وقت، ولكن هذه التقنية زادت من نسبة تمكين المرأة من الحمل في أي وقت حسب ظروفها الاجتماعية والصحية“.
وتابع: ”المصابات بالسرطان والحالات المزمنة مثل الكآبة أو الفشل الكلوي قد تستغرق وقتا طويلا حتى تتماثل للشفاء، والذي قد يكون بعدها قد انقطعت الدورة الشهرية وانتهت فرص الحمل، ولكن الحمدلله مع هذه التقنية يمكنها أن تحمل“.
وأشار إلى أن هذه التقنية فتحت باب أمل جديد لابتسامة طفل حتى للأرامل والمطلقات اللاتي يرغبن بإنجاب الأطفال بعد ”عمر معين ومن الممكن أن يكن في الخمسينات“.
ونوّه إلى أن ”البويضة المجمدة“ تحتفظ بخصائصها وجودتها حتى بعد سنوات، ولا تأثير على ”الكروموسومات“ اضافة إلى امكانية تحديد جنس الجنين.
ولفت إلى أن هيئة العلماء بالسعودية أصدرت فتوى ”تُجيز تجميد البويضات للمريضة حتى تُشفى“.
ومن جهة أخرى، ذكرت ”ابتسام“ احدى الفتيات التي أقدمت على هذه التقنية لتجميد بويضاتها، أنها أقدمت على ذلك لتصبح لديها بويضة قوية تُمكنها من الحمل حين زواجها.
وقالت: ”كنت مترددة، فلا يوجد وعي كاف في المجتمع للتحدث حول التجربة أو الإقدام على تجميد البويضة، ظنًا بأن هذه الفكرة غلط وممنوع“.
وأقدمت ”ابتسام“ على التجربة بعدما عرفت إن هذه التقنية لن تؤثر عليها صحيا أو اجتماعيا كونها لا تزال بتولاً، وبدأت بالمكملات الغذائية والفيتامينات ثم فحص الأشعة الصوتية فالخطة العلاجية"، بكلفة 10 آلاف ريال تقريبا.
وتتم عملية ”تجميد البويضات“ من خلال سحب سائل الحويصلة ويتم البحث عن البويضات تحت المجهر، ثم نقلها إلى الحاضنة، ويتم تنظيفها من الخلايا المحيطة بها ومن ثم تحديد كم عدد البويضات المرغوب تجميدها.
وتبقى البويضة مجمدة لسنوات ومن ثم يتم إذابتها وتلقيحها بحيوان منوي، ثم إعادتها إلى ”الحاضنة الذكية“ وتتم مراقبة نموها وانقساماتها، ومن ثم نقل الجنين إلى رحم الأم.