المجالس الحسينية وجائحة كورونا بين تعظيم الشعيرة وحفظ كرامة المؤمن
لاشك ولاريب أن قلوب المؤمنين متلهفة لحضور المآتم ومجالس القراءة في هذه الأيام وبالخصوص في الأيام المقبلة لإحياء مصيبة عاشوراء وقد تم افتتاح بعض الحسينيات وبعض المجالس في منطقة القطيف ابتداء من وفاة الإمام الجواد ومازالت وقد رافق هذا الافتتاح نشر اعلانات للحضور والاستماع ولكنها مقيدة بشرط العدد وعند اكتماله إما أبواب المجالس تغلق وتوصد وإما الناس من الدخول تمنع وترد.
بعض الملاحظات على منهجية افتتاح هذه المجالس في هذا الوقت الراهن ومع هذه الاعلانات ومايتبعها من نتائج هي:
1 - بما أن صاحب المأتم نشر اعلان عام للمؤمنين فعليه الاستعداد التام بتهيئة أكثر من مكان أو مجلس حتى يستقبل ويستوعب جميع الناس القاصدين لهذا المجلس
2 - المؤمن الذي سوف يأتي للمجلس لاعلم له مسبق أن العدد المحدد سواء كان 20 أو 50 الموضح في الاعلان قد استوفى واكتمل
3 - منع هذا المؤمن وصده عن الدخول في حالة اكتمال العدد هي حقيقة اهانة لشخصه وكرامته
4 - يأتي عندنا هذا السؤال وهو: أيهما أهم وأعظم منزلة عند الله سبحانه وتعالى:
اقامة المآتم وتعظيم الشعائر أم حفظ كرامة المؤمن؟
نحن حقيقة في هذا الظرف العصيب والاستثنائي نقع بين أمرين متزاحمين وهما:
1 - احياء وتعظيم ذكر أهل البيت
2 - حفظ كرامة المؤمنين
وعلينا الجمع والموازنة بينهما
1 - عدم نشر اعلان عام للناس واخبارهم بالقراءة
2 - الاقتصار بالاعلان الخاص فقط لعدد معين من الناس يناسب وسعة المجلس إن كان يسع 20 شخصاً فيرسل الاعلان على الخاص لـ 20 شخص وهكذا
3 - الاكتفاء في هذا الظرف الراهن بالبث المرئي حتى تزول هذه الجائحة ويعود الوضع إلى ماكان عليه قبلها
4 - مع عزم واصرار صاحب المأتم على فتح المجلس والاعلان العام المشروط بالعدد ومنع المؤمنين من الدخول في حال اكتماله، عليه أن يستفتي مرجعه في تقديم أي الأمرين: اقامة المأتم أو حفظ كرامة المؤمن.