آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

مشكلتي أنني شاب!

تحت الظل في الصباح الباكر، قبل أن تحجب حرارة الشمس بتعامدها كل الظلال، نفث دخانَ سيجارة ونصف، ودسَّ النصف الباقي في الرمل تحت قدميه، ماذا يشغل بالك؟

يا عم أنا من يسأل ولست أنت. أتعرف ماذا يعني أن تكون شابا في هذه الفترة من الزمن؟ تعني أنك سوف تكافح للحصول على شهادة جامعية وقد لا تكون في تخصصٍ كان طموحك الأول. وبعد إنهاء المرحلة الجامعية سوف تجهد للحصول على وظيفةٍ تنطلق منها نحو سوق العمل ولن ترقى لطموحك الوظيفي. وأن مشروع الزواج والأولاد والدار المستقلة سوف يتأخر حتى أوائل الثلاثينات أو أواخرها على أقل تقدير. ولا تحدثني عن الأحلام بالسيارة الفارهة والإجازات الصيفية والسياحة الباريسية التي سوف تكون آخر القائمة الاقتصادية!

تهملوننا ثم تشكون من مشاكلنا - نحن أبنائكم وبناتكم - وتحصون نسب الطلاق وموتى الحوادث ومن يدخن ومن يقتل غيره في عراك ومن يسرق ومن يخالف السير ومن يتمرد على الدينِ والثقافة والقانون وتعدوها آثاما اقترفناها وافتعلناها نحن دون سبب!

ألا ترى يا عم هذا المجتمع؟ بل قل العالم المنشغل بما لا ينفع يمكنه أن يستثمر فينا فنحن افضل استثمار وأكثر ربحًا من أي تجارة، ولابد أن هناك الكثير مما يستطيع العالم القريب والبعيد أن يفعله من أجلنا وهو يسدي خدمةً لنفسه قبل أن تكون لنا؟! نحن الشباب ورشة عمل يستطيع أن يستثمر في طاقاتنا العابد والتاجر وصاحب العمارة وكل من يملك رأس مال أو فكر.

حقًّا كثيرة هي الضغوط والعوائق التي يجب أن يجتازها الشاب والشابة كي تتدفق القوة الكامنة في كليهما نحو تكوين أسرة ومشاركة فعالة في نواحي الحياة الاجتماعية، فأغلب الظن أن الزوج والزوجة سوف يجهدان نفسيهما في وظيفة او مشروع شخصي للقيام بأعباء الحياة البسيطة ومتطلبات صناعة جيل المستقبل.

هذا الشباب الذي عمره بين 15 و24 عامًا هو حوالي 18% من مجموع سكان العالم وهي نسبة آخذةٌ في الازدياد وستفوق أية نسبة مرت في الماضي حقيق بأن يلاقي جلَّ اهتمام المجتمع والعالم فهو من سوف يرثنا فإن كان جميلًا فنعم الإرث وإن فشل  فسوف يكون لنا نصيب فشله!

ومن يستقرئ ويتتبع العقبات التي هي في وجوه هذا الجيل من الشبان والشابات يصل إلى كليةٍ مفادها أنهم لا سبيل لهم بأن يكونوا فاعلين دون أن ينالوا فرصًا جديرةً بأن تمنحهم القوة لكي ينتفعَ العالم بثمار طاقتهم وجهدهم.

مستشار أعلى هندسة بترول