آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

الحُسَيْن رمزُ الوجود الخَالد...

جمال حسن المطوع

قال الله في مُحكم كِتابه وفصيح خِطابه:

ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون.

صدق الله العلي العظيم

هُناك في بُقعة مقدسةُ مُباركة من كربلاء أنطلقت ملحمة إنسانية عظيمة أمتزجت فيها البطولة والرُجولة والتضحية والشهادة من ثِلةُ مؤمنة بربها ودينها، فقدمت دِماءها الغالية رخيصة من أجل إقامة العدل الإلهي والشرع المُحمدي الأصيل.

وقائد المسيرة لهذه الملحمة الجبارة هو ذلك العِملاق الذي تسامى على جروحه والامه، إنه إبن أبيه الحُسين بن علي عليهما السلام.

نعم... ثلة مؤمنه قدمت نفسها قرابين من أجل أن يبقى الدين شامخاً في عِلوه وعُلاه.

ونتيجة هذا الحُراك تهاوت بدور الشِقاق والنِفاق وأنتهى بها المطاف إلى مزبلة التاريخ حيث لا ذاكِر لها.

لأن ماقامت به هذه الزُمرة الفاسدة أنعكس على أفعالها المُدَمرة في قلب الحقائق وخلق جملة من التناقضات لتشويه الدين وإظهاره بمظهره الذي لا يتلائم مع مسيرة الحياة وديموميتها.

ولكن جنود الله الأشاوس وقائِدهم في واقعة الطف وقفوا لها بالمرصاد وأعادوا للدين جلاله وهيبته وبوصلته وأزالوا كل شائبة تشوبه ووضعوه في قالب من الطُهر والنقاء تجلى في بلورة الأهداف والغايات التي قام من أجلها هذا الدين القويم ودعا إليها.

كان لنهضة الحُسَين تجليات واضحة كوضوح الشمس في رابعة النهار ونحن كموالين أحوج مانكون إليها لنجعل منها دروساً وعِبرة وقدوة وإسوة في حياتنا اليومية وما أغناها لأن كنوزها لن تنضب على مدى العصور والدهور، ولنكون على تماس بها مباشر ففيها صلاح أحوالنا وسلامة ديننا ودنيانا لنعيش حياةً كريمةً وفاضلةً وعادلة..... ولا بأس من الإشارة إلى بعض من هذه التجليات كرؤس أقلام من باب التذكير ليس إلا وبإختصار شديد ومن هذه التجليات المباركة وهي:

أولاً: رسم لنا الحُسَين كيفية محاربة الظُلم بشتى صنوفه وأنواعه والوقوف مع الحق ونُصرة المظلوم.

ثانياً: العمل على كشف المنافقين والمُرائين وتعريتهم كائناً من كان.

ثالثاً: أن يتقبل منا الأخر وأن يكون النقد بناءاً ومن غير تحيز لأي طرف.

رابعاً: أن إختلاف الأراء في الرؤى يثري النِقاش ويزيده حماساً ومنطقاً.

خامساً: الإبتعاد عن كل مايثير النعرات والكراهية وعدم شخصنة الأمور.

سادساً: وحدة الكلمة ولم الشمل والتسامح فوق كل الإخلافات والإجتهادات.

وإلى غير ذلك من القيم والمفاهيم التي زرعتها وأكدت عليها قافلة العشق الحسيني المباركة.

فسلام الله عليك يا أبا عبدالله يوم وُلِدت ويوم أُستُشهِدت ويوم تُبعث حيا.