آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

رفقاً بالمتطوعين

عبدالله الحجي *

إن على الأرض رجال نذروا أنفسهم لخدمة المجتمع وضحوا بأوقاتهم وراحتهم لرسم السعادة على شفاه الآخرين وقضاء حوائجهم تطوعاً وقربة إلى الله تعالى لا يرجون مقابلا ولا شكرا ولا جزاء من مخلوق.

إنهم يبذلون قصارى جهدهم ويستمتعون بجلب السعادة للآخرين في مختلف الميادين إيمانا منهم بتحمل المسؤولية وأهمية التطوع، وعظيم الأجر عند الله، وأن قضاء حوائج الناس من نعم الله الجسام عليهم التي ينبغي عليهم المحافظة عليها وعدم الشعور بالملل منها لكي لا تتحول إلى غيرهم. وفي سبيل ذلك تراهم يتحملون صنوف الانتقادات والعبارات السلبية الجارحة من السلبيين ومرضى النفوس الذين يحاولون النيل منهم وتثبيطهم وتضخيم أي مثالب وهفوات، أو اختلاق الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة وتشويه سمعتهم والتشكيك بالثقة بهم، ونسف جهودهم وانجازاتهم، بدلا من تشجيعهم وتحفيزهم.

إنهم بشر وغير معصومين عن الخطأ والتقصير، فإن صدر منهم شيء من ذلك فصدروهم رحبة، وقلوبهم واسعة، وأبوابهم مشرّعة لاستقبال الملاحظات والنقد البنّاء، والمقترحات التي تنهض وترتقي بالعمل الاجتماعي التطوعي. ولا شك بأنهم سيأنسون بذلك لٍوُجود من يقف معهم من أبناء المجتمع، ويقيِّم عملهم ويكون مرآة لهم ويكمل مسيرتهم لتقديم أفضل الخدمات، ويكون شريكا معهم في الأجر والثواب. ولربما يكون التقصير منحصرا في منظمة معينة أو من بعض المتطوعين فهنا يتأكد التواصل الخاص بهدوء واحترام لمعالجة الأمور بحكمة وروية، وعدم التعميم وجلد جميع المنظمات الاجتماعية المشابهة أمام الملأ.

ولله الحمد من باب الإنصاف فإن النسبة العظمى من أبناء المجتمع تدرك وتقدر الدور الكبير الذي يقوم به المتطوعون في شتى المجالات. إلا أنه لا تخلو الساحة من بعض السلبيين الذين هم بحاجة إلى أن يكونوا أكثر إيجابية في مثل هذه المواقع التطوعية والبعد عن أساليب الهجوم والتهكم والتعميم والنقد الهدَّام المُنفِّر الذي يكون له انعكاسات وآثار سلبية على نفوس المتطوعين والعمل التطوعي بدلا من الإصلاح والارتقاء في الخدمات. وعوضاً عن هذه الأساليب السلبية فحبذا لو تم الأخذ بزمام الأمور وتقديم أي مبادرة رائدة لأي منظمة اجتماعية مع الدعم المادي أو المعنوي حسب الامكانيات المتوفرة لتحقيقها على أرض الواقع تجسيداً للتكاتف والتعاون والتكافل والتكامل الاجتماعي لخدمة الوطن والمواطنين.

تحية وإجلال لكل متطوع وهنيئا له شرف هذه الخدمة والنعمة التي هي وسام على صدره ينبض بالحياة.. ومن رسم منهجه وأهدافه السامية فلا يعبأ ولا يعيقه ولا يثنيه شيء عن طريقه مادام يؤمن بأن العطاء حياة وسعادة..

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد عبدالمحسن
[ الدمام ]: 10 / 9 / 2020م - 7:58 م
المتصدى لخدمة الناس هو عرضة للنقد الإيجابي وكذلك السلبي، فكل منتقد ينظر من زاوية قد تكون واقعية وقد تكون وهمية..
النقد البناء هو طريق الى تحسين الاداء اذا تم بأدوات مناسبة.
إجمالاً... المتطوعون يبذلون من الجد والاجتهاد في سبيل قضاء حوائج الأخرين ومحاولة اسعادهم، فاستوجب على المجتمع تحفيزهم وتقديرهم بما يتناسب مع أدائهم..!!..