آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

الحسين (ع) عطاء للإنسانية

عبد الرزاق الكوي

قال تعالى: ﴿من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

قدمت النهضة الحسينية أعظم عطاء للإنسانية، بعد البعثة النبوية، كان الحسين الشاهد على الأمة والأيقونة التي يقاس به جودة الحياة، بتقديم النفس من أجل المبادئ، شنت على الإسلام حربًا بلا هوادة منذ ولادة الرسالة لاقى الرسول ﷺ شتى أنواع التنكيل والظلم واستمر هذا الحال إلى أهل بيته ، فكان العطاء مستمر من الجد المصطفى ﷺ إلى السبط سيد شباب أهل الجنة على أرض كربلاء، ليكمل مسيرة العطاء في وجه أعداء الدين، في حربًا غير تقليدية تمثل فيها الحقد والكراهية والبغض للدين ومن يدافعون عنه، في حرب انتقامية تعدى القتل إلى تمزيق الأجساد وقطع الرؤوس وسبي النساء، في ساعات لاعجب أن تنطبق السماء على الأرض حزنًا وحسرة من هول الفاجعة ومكانة القتلى عند الله ورسوله ﷺ، قتلوا بدماء باردة مع سبق الإصرار والترصد بدون أي وازع أو أخلاق أو ضمير، لم يسلم حتى الطفل الرضيع من القتل المتعمد، تبين الدناءه بأعظم معانيها، حتى في شريعة الغاب لم ترتكب مثل تلك الوحشية.

مأساة الإمام في كربلاء لامثيل لها على مر التاريخ، عدمت الإنسانية في القلوب وكانت شريعة الغاب والجاهلية، وكان الحسين سبط الرسول الخبر اليقين والضمير الصادق معلنًا «هيهات منا الذلة» ليبرز العطاء والتضحية من أجل مواصلة درب الإصلاح حيث بدء من الرسول ﷺ، واستمر حتى تقوم الساعة بالدماء الطاهرة على أرض كربلاء في عاشوراء من عام 61 للهجرة، أصحاب العطاء والتضحية سادة الأرض والمثل العليا والإيمان الصادق، هؤلاء العظام لم ينفصلوا عن مبادئهم رغم الصعوبات التي تهد الجبال من وحشيتها، لم تكن في حياتهم لحظة عدم مبالاة وهم يشاهدون قيم الحق تنتهك فكان الخيار «إن كان دين محمدا لم يستقم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني». لم تكن حربًا متكافئة استخدمت فيها كل أنواع الوحشية والقسوة حتى قطرة ماء للأطفال منعت لم يتركوا منكرا إلا اقترفوه انتهى تاريخهم الملطخ بالدم وبقي النهج الحسيني منارة للحق تربط مبادئه وقيمه مع قيم الدين، لتبقى كربلاء المقدسة بالدماء الطاهرة قبلة الأحرار ومهوى القلوب بأجواءها الروحانية بالمرقد الطاهر والأجساد الزكية من أهل البيت والانصار خيرة من على أهل الارض تبقى مدرسة للعطاء.

يوم الحسين أعظم الايام وكربلاء اقدس الأماكن، جسدت فيها معاني يرتوي بفيضها العالم يستلهم منها المضي الحقيقي من أجل أن تكون حياة كريمة.

قال تعالى: ﴿يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الا أن يتم نوره ولوكره الكافرون.

انتهى الظلام وبقى النور الحسيني في أسمى معانيه من الوفاء والفداء والعطاء معاني عظيمة تبقى ارثًا ليس فقط إلى اتباع أهل البيت وليس للمسلمين بل نبراسا وقيمًا للبشرية من أجل حياة عزيزة وكريمة، خير قدوة قدمها الإسلام من أجل مستقبل أفضل للانسانية، في عطاء لايحتويه قلم ولايصل إلى مبتغاه فكر، فلا زال العالم يكتب السطر الأول عن حياة سيد الشهداء وماقدمه من أجل الإنسانية.

قال رسول الله ﷺ:

«أجود الناس من جاد بنفسه في سبيل الله»

فالولاء لهذه القيم محبة في القلوب تفدى بالأرواح حتى ظهور راية الحق، علاقة لم ولن تنقطع كنبض للقلب وقوة للإيمان والفوز بأعلى الدرجات تجلب المغفرة وتزيد الرزق وسلوك إلى الله سيتوجب خير الدنيا والشفاعة في الاخرة.

قال تعالى: ﴿أولئك هم المؤمنون حقًا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم.

انتصر الحق في كربلاء «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا». شعار يبقى راسخًا من أجل الإصلاح وليستمر الدين تحت حماية عطاء الإمام .