آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

كيف تعين أبناءك في التفوق الدراسي

أظن أن لا أحدَ منا يجادل في أن الاثنين، الأبناء والشجر، يحتاجان عنايةً ورعاية مستمرة ومتغيرة، لتمتد جذورهما في الأرض ويعبرا مرحلةَ الضعف ثم تستقيم لهما الحياة، ومن ثم لا تختلف مهمة المربي كثيرًا عن مهمةِ الزارع.

فإذا كانت رعاية الزارع تتغير بحسب تغير الفصول، فتراه يزن الماءَ والغذاء وكميةَ الطاقة وغيرها من عناصرِ الاعتناء بالشجرة لكي تعطيه أجود المحصول، فالأب والأم عليهما أن لا يضعا في رأسيهما أن الأبناءَ ذكورا أو إناثا سوف يعملون بجهدهم وطاقتهم الذاتية فقط، ويستريح الوالدان لفكرة أن الأبناء يعرفون ما يفعلون، وبالتالي يستطيعون تخطي عقبات الدراسة على أفضل مايرام ثم يكون لهم في الحياة ما يرغبون. ولعل فكرة أن يعرف شخصٌ في مرحلة المراهقة طبيعة مستقبله وما عليه فعله ويقوم به على أحسن وجه لا تختلف كثيرًا عن معرفة شجرة تغذيةَ نفسها وريها وإعطاء التقرير المناسب عن النمو والأداء.

في الواقع، لازمٌ لكلِّ أب وأم ألا يرتاحا قبل المتابعة اليومية، وربما لساعات من وقتيهما الثمين في ملءِ الفجوات التعليمية التي تتركها الحصة الدراسية. فكثير من آباء وأمهات هذا الجيل هم قادرون على فهمِ المادة الدراسية وشرحها لكثير من المراحل حيث هم درسوها ويستطيعون استذكارها بسهولة.

ليس من استثمارٍ اليوم أثمن من التعليم، فالشهادة الدراسية في أغلب الأحيان تحدد مصير ومستقبل الطالب اقتصاديا واجتماعيا، فلا مناص إذًا من المنافسة والنجاح بتفوق، ولا مناص من متابعة هذا الاستثمار بصورة منتظمة. فمن يملك المال الوافر يتواصل بصورة دورية مع المصرف ومدير الاستثمار لمعرفة أداء المال والزيادة والنقصان فيه، فمن الأولى أن يتواصل الآباءُ والأمهات بصورةٍ دورية ومنتظمة مع المدارس لمعرفة أداء وسلوك أبنائهم وبناتهم والعمل على معالجةِ النواقص.

ثم إن كثيرًا من المكتبات تبيع كتبا ووسائل مساعدة للطلاب في كثيرٍ من المواد، بعضها مكتوب بأسلوب شيق، وقد تكون الفارق بين الطالب الجيد والطالب الممتاز الذي توسعت مداركه ومعرفته بالمادة العلمية، ومن ثم يستطيع الحصول على درجاتٍ أعلى. ويكون هذا بمثابة تعليم منزلي في بعض حالاته قد يفوق جودةَ التعليم الخاص.

في كثير من الحالات يُترك الأبناء ليخوضوا التجربةَ الدراسية دون تدخل ومساعدة لصعوبة المتابعة والمراقبة، وقد تنجح هذه الطريقة، لكن قد تكون النتائج كارثية في المراحل المتقدمة التي يتوقف عليها مستقبلهم. وليس خافيا اليوم المنافسة الحادة على مقاعد الدراسة الجامعية وتكلفتها المادية والحاجة لعدم حمل العبء المادي المكلف أو الفشل في مواصلة التعليم الجامعي.

مستشار أعلى هندسة بترول