آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

يا آسر القلب ذو الراية الخضراء لك الحب

الدكتور نادر الخاطر *

الحب أداة بديعة في تحريك القلب والروح والعواطف معا، خصوصا إن كان الحبيب يحظى بقلب أخضر ويحبه الجميع. أحب وطني، ولأن حبه ريح تحت جناحي، أحلّق في كل يوم من حياتي أعلى من أي نسر ارتفع.

في حضرة الوطن ورايته الشامخة دوما وأبدًا، غنى محمد عبده من قصيدة ”وحدة وطن“ وتغزّل رابح صقر، وعزف عبد المجيد عبد الله، وأنشد راشد الماجد ”فوق هام السحب“، ونتبارى نحن الكتاب في كتابة سمفونيات من المفردات المفعمة بحبه، وترقص حروفنا ابتهاجًا بيوم الوطن في تمامه التسعين، فاردا للمجد رايته الخضراء، مزدهرا في عزة وشموخ.

حبنا للوطن يجري في كل لحظة من حياتنا في دمائنا، بل هو أصل يشكل جيناتنا، وما اليوم الوطني سوى احتفال بتمام العام تلو العام في حبه الدائم المستمر. مناسبة اليوم الوطني لا تستطيع أن تغفلها ذاكرة كبير أو صغير، امرأة أو رجل، حر أو أسير، غني أو فقير، فهي التي تسمو بنا من جغرافيا الأرض إلى فضاء رحبٍ مفعمٍ بالعشق والهيام.

نتذكر في هذا اليوم صاحب اليد البيضاء في حرث مزرعة من الوحدة الوطنية ونثر بذورها في قلوب الشعب السعودي لتنمو حبا وولاءً للوطن، نتذكر المغفور له الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود رحمه الله، من قدح شرارة الوحدة وجمع شتات استعصى على من قبله، مؤسسا بلادنا التي ما توقفت من بعده عن الوحدة والاندماج، وانصهرت قبائلها وشعوبها في بوتقة واحدة لتصنع بلادا تعتلي قمة المجد وهام السحب.

كتب الملك عبد العزيز قصة توحيد بلادنا بعبقرية وشجاعة وتضحيات وسهر، حتى تمكن من بناء أمة قوية، ومارد لا يعرف السكون، وتفجرت ربوع مليئة بالخيرات، وجبال بقدر ما أنها صلبة، تجود بالموارد على البشرية، وحوت نفوس كفراشات بين الربى والحدائق، تحمل الحب ورسالة الأمن والاستقرار للعالم.

يوم توحيد المملكة يشكل لنا يوما مباركا للاحتفاء بلحظة انبلاج النور، وتضحيات البطولة والعز التي قدمها الملك المؤسس والرجال والنساء الذين بنوا تحت قيادته الرشيدة وطنا نفتخر فيه، وهو ذات اليوم الذي نحتفي فيه بأحفاد المؤسس من الملوك والرجال الأوفياء الذين لا يزالون يحملون رسالة الوطن ويضعون وحدته وازدهاره وراحة شعبه أعلى أولوياتهم.