لا أسمع لا أرى لا أتكلم
«إن لم تكن معي فأنت ضدي» مبدأ أحمق يحمل كل معاني الذات المنغلقة والأنانية المفرطة، مثل هذا المبدأ يصدر ثقافة الكراهية، ويعزز لنظرية المؤامرة.. مبدأ يصادر حرية الرأي، ويصادر حرية إتخاذ المواقف..!!
هذه النظرية تعارض بشكل تام نظرية «الرجل العظيم» التي تفترض أن القادة العظماء يمتلكون صفات وخصائص مميزة وخاصة لايملكها الآخرون، فهي تؤكد على المقولة الشهيرة بأن القائد يولد ولايصنع وأن هذه الصفات هي المسؤولة عن توليهم المناصب القيادية وتمتعهم بالسلطة والقوة بالإضافة إلى ذلك فإن تلك النظرية تفترض أن هذه الصفات لاتزال موجودة على مر الزمن وأن جميع القادة العظماء في مختلف العصور يشتركون في التحلي بتلك الصفات المميزة.
وهنا يكمن السؤال «هل جميع المدراء هم قادة ويستحقون مناصبهم أم أن بعضهم بعد أن استفاق من غفوته وجد نفسه مديرا».
إن المنشآت أو الفروع الصغيرة التي يديرها المدراء العرب أو السعوديين ولا أقصد بذلك التعميم عادة ما تغلب عليها الاجتهادات الشخصية التي يريدها من خلال توجيهاته عن كيفية العمل والتي لا يترك لأحد فيها فرصة الحديث لأنه لا يريد أن يفهم منهم بل يريد أن يفهمهم نفسه، وهنا تكمن المشكلة والتي لا يستطيع فيها المدير أن يسمح لبقية موظفيه بإثبات وجودهم وتطوير العمل لأن سياسة الرجل الواحد وعقلية المؤامرة تستحوذ بقوة على تفكيره.
مثل هؤلاء المدراء كن دائماً مؤيداً لطريقته الإدارية وحاول أن تتحاشى التصادم معه أو طرح أي مقترحات ضد طبيعته الشخصية لأنك ستدخل الريبة في قلبه، لا توجه له أية انتقادات أمام زملائك أو في جلسات العمل التي لايكون متواجدا فيها لأن كل كلمة تقولها سوف تصل إليه محرفة لصالح «النمام» الذي نقلها إليه، هذا النوع من المدراء عادة يعتمد على دس السم في الدسم من خلال زرع بعض الأشخاص «النمامين» الذي يعتمد عليهم أو بمعنى آخر قياس مستوى الإخلاص له من خلالهم.
قد تكون أحد الذين قرأوا ا الكثير من كتب الإدارة والتطوير وحصلت على العديد من الشهادات المتخصصة والجوائز العالمية في فن القيادة الإدارية وخدمة العملاء ولديك الشغف والقدرة في تطوير منظومة العمل بشكل كامل إلا أنك تصدم بمدير متفرد في قرارته ويرى نفسه دائما على حق، لاتزعج نفسك وماعليك إلا إستخدام جميع الطرق الممكنة لإشباع غروره في مدح شخصيته والتغني كذباً بنجاحاته! غير معنى الإخلاص في العمل إلى الإخلاص للمدير وسوف تنجح نجاحا منقطع النظير!
تنويه: شكرا لبعض المدراء العرب والسعودين الذين تعلمت منهم أن أكون قائدا يسمع ويبحث عن التطوير، شكرا من القلب للأستاذ والأخ / محمد البرغوثي والأستاذ والأخ/ نايف الحسن الذين تعلمت منهم الكثير حتى وصلت لما انا عليه.
