آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

أعراض مرضك؟ طريقة تطورية تقول لك ابقَ في البيت

عدنان أحمد الحاجي *

7 يناير 2016

المترجم: عدنان احمد الحاجي

المقالة رقم 312 لسنة 2020

Your symptoms? Evolution`s way of telling you to stay home

7 January، 2016

عندما تصاب بالحمى وانفك محشو والصداع منتشر من صماخك إلى أخمصك فإن جسمك يقول لك انك تحتاج ان تبقَ في البيت مستلقيًا على السرير. الشعور بالمرض هو تكيف تطوري وفقاً لفرضية طرحها البروفيسور غاي شاخار Guy Shakhar من قسم المناعة في معهد وايزمان والدكتورة كيرين شاخار Keren Shakhar منقسم علم النفس في كلية إدارة الدراسات الأكاديمية، في ورقة نشرت في بلوس بايلوجي PLoS Biology.

نميل إلى ان نأخذ العدوى كسبب لظهور أعراض المرض أخذ المسلمات، مفترضين أن الغزو الميكروبي يؤثر مباشرة على صحتنا، وفي الحقيقة كثير من أجهزة جسمنا لها دور في مرضنا: جهاز الغدد الصماء والجهاز المناعي، وكذلك جهازنا العصبي كل ذلك له دور في مرضنا.. وعلاوة على ذلك فإن السلوك الذي نقرنه بالمرض لا يقتصر على البشر. أي شخص لديه حيوان أليف يعرف أن الحيوانات تتصرف بطريقة مختلفة عندما تصبح مريضة. بعض السلوك الأكثر حدة للمرض قد شوهد في مثل هذه الحشرات الأليفة كالنحل، والتي عادة ما تتخلى عن خليتها عندما تكون مريضة لتموت في أي مكان آخر. وبعبارة أخرى، يبدو أن مثل هذا السلوكيات تبقي على مدى آلاف السنين من التطور.

الأعراض التي تصاحب المرض يبدو أنها تؤثر سلبًا على فرصة البقاء على قيد الحياة والتناسل. اذاً لماذا هذه الظاهرة لا تزال قائمة؟ الأعراض، كما يقول الباحثون العلميون، ليست تكيفًا يجري على مستوى الفرد. ولكنه يجري على المستوى الجيني، كما أشاروا. وعلى الرغم من أن الكائن الحي قد لا يصمد امام المرض ويموت، وبعزل نفسه عن بيئته الاجتماعية سوف يقلل من المعدل العام لإصابة المجموعة. ”من وجهة نظر فردية، قد يبدو ان هذاالسلوك هو سلوك إيثار بشكل مفرط“، كما تقول الدكتورة كيرين شاخار ”، ولكن من وجهة نظر جينية، فإن احتمال نقله الى غيره تتحسن.“

في الورقة، قام العلماء بالمرور على قائمة من الأعراض المعروفة، وكل منها يبدو انه يدعم الفرضية. فقدان الشهية، على سبيل المثال، يعوق انتشار المرض عن طريق الطعام أومصادر الماء المشتركة. التعب والضعف يمكن أن يقلل من تنقل الفرد المصاب، والذي من شأنه ان يحد من دائرة انتشارالعدوى المحتملة. وإلى جنب الأعراض، يمكن للفرد المريض ان يكون مكتئباً ويفقد الاهتمام بالتواصل الاجتماعي والجنسي، مما يحد من فرص نقل مسببات الأمراض. ثغرات الاستمالة الشخصية والتغيرات في لغة الجسد تقول: أنا مريض! لا تقترب!

يقول البروفيسور جاي شاخار ”نحن نعلم أن العزل هو الطريق الأكثر فعالية لوقف المرض من الانتشار“،. ”المشكلة هي اليوم، على سبيل المثال، الكثير لا يدرك ان الانفلونزا يمكن ان تكون فتاكة لذلك تراهم يمضون عكس غرائزهم الطبيعية، ويأخذون حبة دواء لتخفيف الألم والحمى ويذهبون إلى العمل، حيث إمكانية فرصة نقل العدوى الى آخرين عالية جداً“.

وقد اقترح العلماء عدة طرق لاختبار هذه الفرضية، لكنهم يأملون أيضا ان تصل رسالتهم هذه: عندما تشعر أنك مريض، فانها علامةعلى انك تحتاج ان تبقَ في المنزل. فملايين السنين من التطور غير خاطئة.