بالعلم نرتقي
قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ المجادلة آية «11»
روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: ”طلب العلم فريضة على كل مسلم، فاطلبوا العلم من مظانه واقتبسوه من أهله فإن تعليمه لله حسنة، وطلبه عبادة، والمذاكرة به تسبيح“ [1] .
جاء الرسول الأكرم ﷺ برسالة «حياة»، جاء قومه برسالة العلم والتفكير وحياة العقول، جاء قومه برسالة النور والضياء والخروج من ظلمات الجهل والموت.
وقد رسم رسول الله ﷺ خارطة ومنهجية لطلب العلم، وذلك من خلال العديد من التوجيهات والأحاديث النبوية الشريفة والتي نذكر منها:
ليس العلم مجرد القراءة أو الكتابة وإنما هو مجموعة متفاعلة من الخطوات يمكن أن نصطلح عليها بالمنهج العلمي وهو مكون من الخطوات التالية كما ورد عن رسول الله ﷺ - لما سئل عن العلم:
الإنصات، قال: ثم مه؟ قال: الاستماع له، قال:
ثم مه؟ قال: الحفظ له، قال: ثم مه؟ قال: العمل به، قال: ثم مه؟ قال: ثم نشره [2] .
إن من يتبع هذه الخطوات الخمس فإنه بلا شك سيكون عالماً ناجحاً مبدعاً.
من يرغب في الارتقاء فعليه أن يستمر ويكافح في طلب العلم، يسهر الليالي، يجد ويجتهد، ولا يعرف للملل واليأس والاحباط طريقًا... هو في حركة دائمة في طلب العلم والتفكير والتساؤل وإقامة البراهين لاستخراج كنوز العلم.
وقد ورد عن رسول الله ﷺ: لا يتم عقل المرء حتى يتم فيه عشر خلال... لا يسأم من طلب العلم طول عمره [3] .
يجب أن تكون لديك رغبة صادقة في التعلم، وأن تبحث عن المعلومات في أي موقع كانت كما ورد عن رسول الله ﷺ: اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم [4] . لا تقف عند حد معين، كن دائم البحث في محركات البحث الالكترونية والكتب العلمية.
لتكن لديك شهية مفتوحة في طلب العلم والتزود بالمعرفة، كما يقول تعالى: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ طه آية «114» وكما ورد عن رسول الله ﷺ: منهومان لا يشبع طالبهما: طالب العلم وطالب الدنيا [5] .
إن من يتصف بالبحث الدائم والتعطش للعلم والمعرفة فإنه سيكون من المفكرين والمبدعين الذين يرفدون مجتمعاتهم بآخر الأبحاث والتوصيات العلمية التي لها الأثر في رقي وتقدم المجتمع.
المجتمع المحب للعلم فإنه يولي العلماء الصالحون ويرفع من مكانتهم، فهو يعي أن هؤلاء العلماء هم بمثابة عقل المجتمع، ويؤثرون فيه إيجابيًا.
يقول رسول الله ﷺ: من استقبل العلماء فقد استقبلني، ومن زار العلماء فقد زارني، ومن جالس العلماء فقد جالسني، ومن جالسني فكأنما جالس ربي [6] .
إن المجتمعات الحية هي التي تحترم كفاءتها العلمية، وتعمل على تهيئة المناخ المناسب لها لتقدم ما افضل من لديها من انتاجات علمية. وقد ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: خذوا العلم من أفواه الرجال [7] .
بين الفينة والأخرى تبهجنا مجموعة من الأخبار عن قطيفنا الحبيبة حيث نقرأ عن التميز العلمي وحصول أبناء القطيف على المراكز الأولى في الحركة التعليمية.
فقد تصدرت 6 مدراس للبنين و6 مدراس أخرى للبنات قائمة أعلى المدارس في اختباري القياس والتحصيلي، كما نجح 135 موهوباً من مدارس قطاع القطيف في اجتياز اختبار المرحلة الثانية من مسابقة موهوب العلمية السنوية في نسختها السادسة...
كما أن الجامعات تحتضن بين أروقتها ثلة من طلاب وطالبات القطيف ممن يحصلون سنويًا على مراتب الشرف والمراكز المتقدمة في الجامعة...
إن هذه الأخبار هي دليل واضح على اهتمام أبناء منطقة القطيف بالتحصيل العلمي، وقدرتهم على الابداع.
وهذا التميز العلمي نتيجة لعناصر النجاح الثلاثة وهي:
المدرسة: الإخلاص والتفاني في العملية التعليمية.
الطالب: العقيلة المنفتحة لتلقي العلم.
المنزل وأولياء الأمور: المتابعة والتحفيز المستمر.
وعلينا أن نتذكر:
إن أصعب ما في النجاح المحافظة عليه والموهبة هي مجرد نقطة بداية في عالم النجاح، وعلينا أن نداوم على تنمية هذه الموهبة والاستفادة منها.
