بضاعة اليوم - اشتهر وذب سلاحك!
كان لدى أمّي - رحمها الله - خزانة من الأمثلةِ الشعبية لتستخدمها في كلِّ مناسبة. واحد من هذه الأمثال: ”اشتهر وذب سلاحك“. وهو يعني أن الاسم والشهرة تسبق الفعل والقدرة أحيانا، وبعنوان الشجاعة يستغني من اشتهر بها عن حمل السيف والقتال حين يعرف المقاتلون اسمه فيتحاشوه.
بعد حوالي 60 سنة من خبرة الحياة؛ لا زلت أكتشف كلَّ يوم كم هو صادق هذا المثل في انطباقه على الماركات وخدمات السيارات المخصصة للأنواع الراقية، والمراكز الخدمية المختصة، واللباس، والكثير الكثير من السِلع والخدمات، وليس انتهاءً بأسماء القهوة والمشروبات!
نعم، لعلَّ للشهرة أصلا فلا يُنكر؛ وبعضها فيه من التميز ما يستحق الثمن، لكن وراء الكثير اسم قديم أو مشهور أو ماركة تجارية تظهرها إعلانات متميزة، تعطي للزبون حالةً من الطمأنينة والرضا، تكون خاطئة في بعض الأوقات، مما يجعلها لا تستحق الأثمان العالية.
أعتقد أن الزبون الجيد في نظر المتاجر التي تحمل الأسماء هو الذي لا يسأل شيئا ويدفع التكلفة دون جدال، ويحرص على العودة مرة أخرى ثم أخرى دون نقاش. بينما في الواقع أن المنافسة تقتضي البحث عن الخدمة الجيدة والسعر الجيد في آنٍ واحد، وهما شرطان يتوفران في أكثر من متجر أو مقدم خدمة في كثيرٍ من الأحيان.
ولا جدال أيضا أن الزبون الذي يعتمد على قلة التكلفة ويشتري البضاعةَ الرخيصة يفرح مرةً واحدة ثم يبكي مرات، ومن يشتري السلعةَ الجيدة يبكي مرةً واحدة ثم يضحك مرات. ولهذا في زمن المنافسة يجب أن يكون للمشتري ميزان ذو كفتين، في واحدة السعر والثمن، وفي الأخرى جودة السلعة أيًّا كان الإسم والشهرة.
وبصراحة كلنا نود مع تقدم العمر أن تصح مقولة: ”قديمك نديمك لو الجديد أغناك“، ويكون من السهل علينا أن نتعامل مع مركز تسوق غذائي واحد، وأن لا نضطر لتغيير مكان إصلاح السيارة، ولا عيادة الأسنان، وهكذا دواليك في كلِّ الأشياء. لكن هم أيضاً يجب أن يكونوا أوفياء لنا ويعطونا الجودةَ العالية والسعر المعقول، وبهذا كلنا نربح.