حسن الظن من صفات أهل الإيمان
نعيش في حياةٍ مليئةٍ بالاحداثِ المتنوعه، وممزوجةً بالفرحِ والألم، وكلَ فردٍ مِنا يواجه في حياته مواقف واحداث.. إنها الحياة.
كلُ إنسانٍ يستطيعُ العيش في هذه الحياة والإبحار فيها بروحٍ تملؤها الثقه بالله والتوكل عليه.
إن نظرة التفائل للحياة تفتحُ ابوابُها، وتجعل النفسُ البشرية جميلةٌ مطمئنةٌ فيها.
واذا استسلم الإنسانُ للتشائم فقد تستحوذ عليه الافكار الشيطانه، فيعيش في وسواس وحياةٍ مليئة بالظنون.
فحسنُ الظنِ بالله عبادة قلبية عظيمة، لا يتم إيمان العبد إلا بها؛ لأنها من لُبِ وخلاصة توحيد الله وواجباته.
إن حسن الظنِ سكينةً للفؤاد، استقرار للنفس، أمان من اذى الخواطر المضطربة التي تؤذي البدن، وتحطم الروح، وتشتت السعاده، وتعكر صفو العيش.
فنجد في حسن الظن مع الأخرين وسيله وطريق للتماسك والترابط والألفة والمحبة بين أبناء المجتمع.
فبغياب «حسن الظن» تنقطع صلة الأرحام، تغرس بذور الشر، وتلصق التهم بالأبرياء. فلا يجوز إساءة الظن بالآخرين لمجرد تحليل لموقف وهمي ليس له دليل مثبت.
يقول الله عز وجل في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ﴾. [الحجرات: 12].
اجتناب الظن يقوي الإيمان والخوض فيه يضعفه، لِما يترتب عليه من أضرار بين الناس قد نهى الخالقُ عنها.
قال امير المؤمنين الإمام علي : لا إيمان مع سوء الظن. [غرر الحكم: 10534].