آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

مجلس الشورى المتجدد

الدكتور إحسان علي بوحليقة * صحيفة الاقتصادية

مجلس الشورى محكوم بنظام. هذا النظام يصنع له إطار ويرسم له دور محدد. وضمن ذلك الدور يمارس مجلس الشورى مهامه. ودون المساس بحق أي مواطن أن يرسم الصورة الذهنية التي تروق له عن مجلس الشورى وأعضائه وأدائهم، لكن من الإنصاف أن تكون تلك الصورة الذهنية قائمة على كم واف من المعلومات. هنا، أزعم أن عديدا ممن يتناولون أداء مجلس الشورى - سلبا أو إيجابا - لم تتح لهم المعلومات للتعرف على الشورى وأدائه من كثب. ولطالما نوقش هذا الأمر في دهاليز الشورى بل حتى تحت القبة. ولذا، نجد أن التناول في كثير من الأحيان هو تناول انطباعي، بمعنى أنه يرتكز على تصريح لأحد الأعضاء حول قضية من القضايا. وضمن هذا السياق، فقد اشتعل ”تويتر“ مرارا بقضايا كان محورها تصريحات أو مقولات لأعضاء في الشورى حول الرواتب أو السكن أو شؤون أخرى من الاهتمامات العامة للمواطنين.

ولن أتناول تاريخ الشورى والمنعطفات المهمة فيه، وهي تجربة تجاوزت العقود الثمانية، فقد تكفي الإشارة إلى أن النظام الحالي لمجلس الشورى خضع لعدد من التعديلات التي تتصل بعدد الأعضاء وبصلاحيات المجلس، خصوصا ما يتصل بالمادتين 17 و23. لكن التطورات المفصلية في مسيرة المجلس حدثت من خلال الممارسة، مثل تعيين 30 مواطنة عضوات في مجلس الشورى. في رأي الدكتورة ثريا عبيد أن هذا التعيين يماثل بالنسبة إلى المرأة السعودية، من حيث الأهمية قرار تعليمها وافتتاح مدارس حكومية لها قبل ما يزيد على نصف قرن. فضلا عن أن نظام مجلس الشورى في الأساس، لم ينص على جنس أعضائه. وفي إعادة التشكيل الجديد للمجلس الذي أعلن بالأمس أسندت إحدى الحقائب الرئيسة في المجلس، هي وظيفة مساعد رئيس مجلس الشورى إلى مواطنة. ولعل السمة السائدة منذ تحديث مجلس الشورى هو التطوير المستمر من حيث زيادة عدد الأعضاء لدعم اللجان وللمهام البرلمانية المتعددة داخل وخارج المملكة، ثم مشاركة المرأة وتمثيلها المؤثر في المجلس من خلال لجانه وأنشطته المختلفة دونما استثناء، والآن مساهمة المرأة السعودية في الأدوار القيادية في هرم المجلس. وما زلت أذكر مقولة بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي عندما زارت مجلس الشورى قبل 14 عاما، ”هل من بين الأعضاء نساء؟“ وأتذكر أن الإجابة كانت، ”الأمر سيتحقق في الوقت المناسب“. وقبل نحو ثمانية أعوام عينت 30 امرأة في مجلس الشورى لأول مرة، ما يمثل 20 في المائة من إجمالي عدد الأعضاء. وقد تبين خلال دورتين للشورى الإضافة النوعية التي جلبنها، فهن أثرين المجلس إثراء لا تخطئه العين.

كاتب ومستشار اقتصادي، رئيس مركز جواثا الاستشاري لتطوير الأعمال، عضو سابق في مجلس الشورى