آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

بعد 5 أيام، هل يعاد انتخاب الرئيس ترامب ثانية؟

عبد الله العوامي *

يوم الأربعاء 28 أكتوبر 2020م

من الصعب الجواب على هذا السؤال ونحن في الأسبوع الأخير للحملات الانتخابية، ولم يبقى سوى بضعة أيام بمقدار أصابع الكف الواحد وبعدها يقرر الامريكيون رئيسهم المنتخب حين تفرز الصناديق الانتخابية اسم الفائز يوم الثلاثاء الموافق 3 نوفمبر 2020م.

وحيث أني لست معنيا بالأمور السياسية تحليلا، ولكني بصفتي متابعا وبشكل متواضع لبعض الاخبار الانتخابية سوف أقرا ما تبرزه بعض الصحافة والقنوات الإعلامية كعناوين رئيسية حول هذا الحدث المهم. بالإضافة سوف استعرض بعض الرؤى والتحليلات السياسية التي تلقى اتفاقا أكثر منها اختلافا، وأيضا ابراز بعض الحقائق والاحصائيات كما هي. مع ملاحظة ان التركيز في الحديث سوف يكون على المرشح والرئيس ترامب فقط ولا يعني ذلك انحيازا لخصمه، وانما انحيازا لعنوان المقال، مع ملاحظة ثانية سوف يكون الحديث توصيفا والقرار للمتلقي.

المتتبع للصحافة المقروءة والاعلام المرئي يلحظ وبشكل واضح عناوين ملفتة جدا وهي كثيرة ومنها على سبيل المثال وليس الحصر التالي:

• 1» تم استخدام الصورة التي يظهر فيها رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي Mark Milley دون ”علم الضابط أو موافقته“، وفقًا لمسؤول في وزارة الدفاع. مما استدعى السيد ميلي أن يصرح قائلا: ”أنا واثق للغاية“ من قدرة المؤسسات الأمريكية على إدارة الخلافات الانتخابية. وأضاف السيد ميلي ”هذه ليست المرة الأولى التي يقترح فيها شخص ما أنه قد تكون هناك انتخابات متنازع عليها“. ”وإذا كان الأمر كذلك، فسيتم التعامل معه بشكل مناسب من قبل المحاكم والكونغرس الأمريكي. ليس هناك دور للجيش الأمريكي في تحديد نتيجة الانتخابات الأمريكية. صفر. لا يوجد دور هناك.“

• 2» قال السيد أليكس كونانت Alex Conant، مستشار حملة المرشح الجمهوري السابق ماركو روبيو Marco Rubio، حول وضع حملة ترامب الانتخابية لوكالة أسوشييتد برس: ”إنه ليس جيدًا“. "لقد مر وقت طويل منذ أن يتلقى دونالد ترامب أي أخبار سارة، وعندما يكون لديه أخبار جيدة، فإنه سوف يتمكن من التحدث عنها مباشرة. وبحسب ما ورد يتطلع الرئيس إلى إعادة ضبط السباق في اللحظة الأخيرة - من خلال مضاعفة النهج الذي جعل محاولة إعادة انتخابه على حافة الهاوية.

• 3» قال حاكم ولاية ماساتشوستس تشارلي بيكر Charlie Baker، وهو جمهوري في ولاية ذات ميول ديمقراطية تاريخيا، هذا الأسبوع أن ترامب كان ”غير مسؤول بشكل لا يصدق“ من خلال الأقوال والأفعال ”لتجاهل نصيحة الكثير من الناس في مجال الصحة العامة والأوبئة المعدية“.

• 4» بعد أن ألغى ترامب فجأة المحادثات بشأن خطة انتعاش اقتصادي جديدة هذا الأسبوع، خالف عدد من الجمهوريين استراتيجية ترامب علنا. وذهبت السناتور سوزان كولينز Susan Collins من ولاية مين Maine، وهي واحدة من أكثر الجمهوريين ضعفا لإعادة انتخابها، إلى حد وصف خطوة ترامب بأنها ”خطأ فادح“. كما حث السناتور الجمهوري ليندسي جراهام Lindsey Graham من ولاية ساوث كارولينا South Carolina الذي يخوض أصعب سباق في حياته السياسية، الرئيس ترامب على العودة إلى طاولة المفاوضات. في مواجهة الضجة حول خطة الانعاش، التي تسير عكس مسار ترامب، على الرغم من أن الصفقة لا تزال غير مؤكدة إلى حد كبير.

• 5» قال مستشار البيت الأبيض لفيروس كورونا، الدكتور أنتوني فاوتشي Dr. Anthony Fauci، إن إعلانًا جديدًا لحملة ترامب يأخذ تعليقاته ”خارج سياقها“ واستخدم تصريحاته دون موافقته. كما أضاف قائلا بصفته، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية National Institute of Allergy and Infectious Diseases، في بيان لشبكة إن بي سي نيوز: ”خلال ما يقرب من خمسة عقود من الخدمة العامة، لم أؤيد علنًا، ولا أؤيد الآن، أي مرشح سياسي“.

• 6» السناتور الجمهوري بن ساسي Ben Sasse من نبراسكا Nebraska ينتقد سجل الرئيس ترامب وأخلاقياته في خطابه مع الآلاف من الناخبين هذا الأسبوع، في أكبر قطيعة مع الرئيس من قبل عضو مجلس الشيوخ الجمهوري خلال الحملة الانتخابية حتى الآن. وقال: إن السيد ترامب أساء التعامل مع الاستجابة لفيروس كورونا و”عامل الرئاسة كفرصة تجارية“ وقال إن السيد ترامب يسيء معاملة النساء و”يغازل المتعصبين للبيض“ وحذر من أن قيادة السيد ترامب للحزب قد تعني خسائر فادحة للجمهوريين في نوفمبر. وأضاف: ”إنني قلق من أنه إذا خسر الرئيس ترامب، كما يبدو مرجحًا، فسوف يسقط مجلس الشيوخ معه“. ”أنا الآن أبحث في إمكانية حمام دم جمهوري في مجلس الشيوخ.“

• 7» انسحاب ثلاثة من كبار مستشاري ترامب الذين تحدثوا مؤخرًا إلى مدير الحملة بيل ستيبين Bill Stepien معتقدين أنه يعتقد أنهم سيخسرون. ولكن الصورة الكبيرة تعكس: حملة ترامب مليئة باللوم الداخلي والدوران المسبق لخسارة محتملة، مما يسرّع الحالة المزاجية الكئيبة التي تقودها الاخبار اليومية المتعاظمة من العناوين القاتمة، وذلك حسب مسؤولي الحملة والبيت الأبيض.

• 8» أصدرت شركة اكسون موبيل ExxonMobil بيانًا يوم الاثنين الماضي ينفي فيه أنه لم يتحدث أي شخص من الشركة مع الرئيس ترامب بعد أن استخدم الشركة كمثال على كيفية استخدامه لمنصبه للتغلب على منافسه الديمقراطي جو بايدن. وهذا يعني ان الشركة ترغب ان تقول: ”نحن على دراية ببيان الرئيس بشأن مكالمة افتراضية مع الرئيس التنفيذي لدينا... وحتى نكون جميعًا واضحين، لم يحدث ذلك أبدًا“.

• 9» عبر مقابلة على محطة فوكس نيوز Fox News القناة المحافظة والمحسوبة على الجمهوريين والمناصرة علنا الى تيار دونالد ترامب، يقوم السيد بيت بوتيجيج Pete Buttigieg وهو العمدة السابق لمدينة ساوث بند، في ولاية إنديانا South Bend، Indiana، بإسقاط قنبلة نارية على ترامب ونائبه مايك بنس Mike Pence ويتساءل: ”لماذا يريد مسيحي إنجيلي مثل مايك بنس أن يكون على تذكرة انتخابية مع رئيس يتم القبض عليه مع نجمة إباحية.“

بالإضافة الى العناوين الفاقعة أعلاه هناك رؤى وتحليلات سياسية تعكس مصداقية بنسبة كبيرة، بالإضافة الى حقائق ثابتة ومنها:

• 1» بلغ عدد الناخبين عبر البريد أو عبر التصويت الشخصي المبكر حتى تاريخ كتابة هذا المقال، أكثر من 69 مليون ناخب، وهو أكثر من نصف إجمالي الناخبين في عام 2016. هؤلاء اكثرهم على الأرجح يرشحون خصوم ترامب لأن الرئيس ترامب نفسه ينتقد بصراحة التصويت عبر البريد.

• 2» الأسواق المالية سوف تنتعش عندما يكون هناك استقرارا في البيت الأبيض، ولكنها سوف تستمر في التذبذب عندما يكون الرئيس يغرد شمالا وجنوبا في التويتر، بالإضافة الى عدم قدرته الى شغل جميع المناصب القيادية والمهمة، والتي لازالت شاغرة في معظم الوزرات وذلك بسبب الاستقالات او الفصل التعسفي.

• 3» بعض المرشحين لمقاعد الكونجرس في نوفمبر من نفسه حزبه «الجمهوري» يحاولون ان يبعدوا أنفسهم بالالتصاق بالرئيس ترامب خشية من ان يخسروا في الانتخابات القادمة. كما ان بعض المحافظين والمحسوبين على الحزب الجمهوري يصرحون علنا دعمهم للمرشح بايدن.

• 4» زوجة السيناتور الراحل ماكين تعمل دعاية انتخابية للمرشح بايدن. المعروف ان السيد ماكين كان من صقور الجمهوريين.

• 5» ارتفاع ملحوظ في نسبة الإصابات والوفيات لفيروس كورونا مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى، حيث بلغت حتى كتابة هذا المقال «9,057,435 اصابة و232,361 وفاة». كما يبلغ متوسط عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد في امريكا أكثر من 70 ألف حالة يوميًا على مدار أسبوع، مما يحطم الأرقام القياسية، وهذا يعكس عدم قدرة الرئيس الحالي لإدارة هذا الحدث ويسبب في الوقت نفسه عدم الثقة عند الناخب الأمريكي للتصويت له ثانية.

• 6» تضرر قطاعات تجارية وصناعية كبيرة وأفلس بعضها جراء عدم الادارة الحكيمة لفيروس كورونا. بالإضافة الى الاثار السلبية العالقة التي خلفتها الحرب التجارية بين الصين وأمريكا وبعض الحلفاء.

• 7» الرئيس ترامب نفسه يؤمن انه لم يعد يخوض المنافسة ضد السيدة هيلاري كلينتون. وبينما كان مرشحاً نفسه كغريب قبل أربع سنوات، لديه الآن سجل ليدافع عنه. مع نفاد وقته، يأمل في أن يتمكن من استعادة سحر عام 2016. ولكن عندما يمد يده إلى حقيبة الحيل الخاصة به، يبدو أن كل شيء يبتكره مألوف وغير مناسب وهو يهزم نفسه بنفسه.

• 8» كبار من القيادات السابقة في وزارة الدفاع والداخلية يوجهون اللوم للرئيس ترامب لكثرة اخفاقاته وعدم امكانيته في توحيد الجبهة الداخلية.

• 9» امتنع الكثير من الناخبين التصويت في عام 2016م وخاصة المحسوبين على تيار الديمقراطيين «السود، الأقليات العرقية، المستقلين، المتحررين» لان المرشح وقتها السيدة كانت هيلاري كلينتون والتي لا تتمتع بمصداقية عندهم، بينما يلقى المرشح الديمقراطي الحالي أكثر مصداقية لاعتباره أفضل الخيارات ضد الرئيس ترامب.

• 10» تزايد عدد العاطلين عن العمل، حيث بلغ عددهم حتى كتابة هذا المقال، أكثر من 23 مليون عاطل.

• 11» الكثير من الناخبين صوتوا للمرشح ترامب وقتها في سنة 2016م باعتباره رجل أعمال وليس سياسيا، ولكنهم اكتشفوا امكانياته القيادية في الأربع سنوات السابقة وهم قادرين على الاختيار الأفضل.

• 12» احتمالية انقلاب أصوات بعض الولايات المؤيدة للجمهوريين لصالح الديمقراطيين مثل ولاية تكساس.

• 13» استمرار الصحافة والقنوات الاعلامية باستثناء فوكس نيوز بالهجوم علنا على الرئيس ترامب وتوجه اليه الكثير من الصفات الذميمة بطريقة مباشرة لكثرة مخالفاته للبروتوكولات السياسية والأخلاقية العامة.

حسب النقاط أعلاه تبدو أن معركة الانتخابات سوف تكون قاسية جدا على الرئيس ترامب. ولكن حسب اراء بعض المحللين السياسيين ربما ينجح ثانية إذا استطاع:

• 1» ان يقلب أصوات بعض الولايات المهمة والمحسوبة على الديمقراطيين مثل كاليفورنيا، أو

• 2» أن يحظى بتأييد أصوات بعض الولايات المتأرجحة لصالحه. وهذه الولايات حسب الاستطلاعات الانتخابية الحالية هي: ميتشجن، اريزونا، بنسلفانيا، فلوريدا، ويستكانسون، ونورث كارولانيا. وكلا الحزبين يركز حملاته الانتخابية في الأسبوع الأخير في هذه الولايات.