آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:39 م

للشباب: إتيكيت شكر الله الصلاة!

المهندس هلال حسن الوحيد *

منذ أن نبدأ تعلم الكلمات يحرص آباؤنا وأمهاتنا على تعليمنا أن نقول كلمة ”شكرًا“ لمن يعطينا أو يرأف بنا، أو يجاملنا. ثم نكبر، فمع البائع وفي الطريق وفي العمل للأصدقاء ولرب العمل، ليس إلا كلمة ”شكرًا“ هي التي نكررها مراتٍ عديدة في كلِّ يوم!

كلنا موظفون لدى ربّ عملٍ واحد هو ”الله“، وظيفتنا أن نعمر الأرضَ ونحييها بما أعطانا اللهُ من طاقاتِ الفكر وإمكانات العمل من أجل الاستمرار في العيش، ولم يطلب منا سوى مطالبَ قليلة في هذه الوظيفة لا تتعدى الدقائقَ المعدودات التي نقول له فيها: شكرًا على هذه الوظيفة، وشكرًا على ما تقدمه لنا من نعمة وأجر عمل. وفي هذا الشكرِ صلواتٌ بسيطة، لا تتطلب جهدًا ولا تأخذ منا وقتًا طويلا!

أهمَلنا هذا الشكرَ في زمنِ الغفلةِ والجهالة، ولو عاد الزمنُ بنا أعطيناه وأوليناه اهتمامًا أكبر، ومن الحسرة أن يوجد شابّ اليوم في زمنِ المعرفة وانتشار العلم - والإتكيت - لا يقول شكرًا لمن ينعم عليه بأكبر النعم، وهو يشكر عشرات المخلوقين كلَّ حين على خدماتٍ بسيطة، وقد يكون هو - الشاكر - من يدفع أجرها.

في هذا العام 2020م - ارتحل كثيرٌ من الشباب والشابات كانوا يؤملون أعمارًا طويلة في الحياة، وأكاد أجزم أن لا أحدَ منهم كان يخطر في باله أن تنتهي حياته بهذه السرعة، فمن منّا يعلم كم يعيش؟ وإن عاشَ هل يكون في عافية ليقولَ لله: شكرًا يارب، تركتُ الصلاةَ في صغري، فها أنا ذا أصليها قبل موتي؟!

المشكلة مع هذه الصلوات - لمن يتركها - أنها عمود الدين وقال عنها النبيُّ محمد ﷺ: ”أول ما يُنظر في عملِ العبد في يوم القيامة في صلاته، فإن قُبلت نُظر في غيرها، وإن لم تُقبل لم يُنظر في عملهِ بشئ“. تماماً مثلما نبني خيمةً في رحلةٍ للخلاء، ما أن تبدأ الأجواءُ بالاعتدال وتبدأ قطراتُ المطر بالتساقط وتخضر الأرض مناديةً لنا بالخروج والاستمتاع بالطبيعة، فلا بدَّ من عمدٍ لتلك الخيمة، كي لا تقتلعها الريح.

إلاَّ أن يقولَ من لا يصلِّي: ليس لي رب عمل ولستُ موظفًا لدى أحد على هذهِ الأرض! ولا أظن أن الذي لا يصلي يصل إلى هذا القدر من الجحود، إلا القلة، وهم حتمًا سوف يجدون الطريقَ سالكًا للعودة إلى وظائفهم، اليومَ أو في الغد.

مستشار أعلى هندسة بترول