آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:36 م

اغسل ماعونك

المهندس هلال حسن الوحيد *

طرقٌ لا تحصى، وأعمالٌ عدة ىقوم بها الأزواج لتحسىن علاقاتهم، الخروج في نزهة، وتخصيص وقتٍ للخلوة، أو بكل بساطة تبادل الهدايا. مع أن هذه الأفعال مهمةٌ جدًّا، إلا أنه وبحسب الدراسات يوجد عملٌ واحد يهمله كثيرٌ من الأزواج، وهو تقاسم المهام المنزلية.

عندما يكون أحد الطرفين غير راضٍ أو مقتنع بتوزيع المهام المنزلية، فمن الواضح أن الضغطَ في المنزل سوف يزداد وسوف يتضاءل مستوى السكينة، وأَحد الزوجين يستمر في الشعورِ بأنَّ الآخر غير مهتم به. إذًا، لا غرابة أن يجدَ الباحثون أن أعظمَ مركبٍ سحري يبعث على الرضا وطيبِ العلاقة الزوجية هو تقاسم الخدمة في المنزل، وعلى الخصوص التعاون بين الزوجين في ”غسل الأطباق“.

في إحدى الدراسات التي أجراها مجلس العائلات المعاصرة، في الولايات المتحدة الأمريكية، وجدت النساءَ في العوائل التي كانت تتقاسم الأدوار والمهام المنزلية أنهن يتمتعن برضا أكبر عن العلاقة الزوجية، والنساء اللواتي يحصلن على نصيبِ الأسد من الخدمة كنَّ أقل رضا عن العلاقةِ الزوجية والتقارب الجسدي. وكان واضحًا من الدراسة أن ”غسيل الأطباق“ كان أسوأَ المهام التي يقوم بها طرفٌ دون الآخر!

ربَّ قائلٍ يقول: هذا في الغرب وليس في الشرق! إذًا، نحن في الشرق أفضل حين يأكل الأولاد والبنات صغارًا وكبارًا، ويلقون بالأطباق دون غسيل، في انتظار أن تتطوعَ لتغسلها الأم أو الأب، إن لم يكن في الدار عاملة منزلية، تعين الأم لكنها تأخذ جزءًا كبيرا من ميزانية العائلة؟!

من أجمل الوصايا في ثقافتنا أن تحسنَ المرأةُ لزوجها وتُطيعه، وأن يحسنَ هو لها ويطيعها، حيث روي عن النبيّ محمد ﷺ قوله: ”خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي“. وأظن أنه لو أجري مسحٌ أو استصراح مماثل، لكانت النتائج متقاربة بين الشرقِ والغرب في التوقِ بين الأزواج لتقاسم الأدوار والمهام، كل بحسب طاقته وقدرته، ولا تستبعد غسيلَ الأطباق.

وأكاد أجزم أنه لو علمنا صغارنا، ذكورًا وإناثًا، بعضًا من التعاون في القيام بالأعمال المنزلية وكيف يعتنوا بأنفسهم باكرًا، فلن يجدوا في أنفسهم حرجًا من القيام بها عندما يبلغون سنَّ الزواج، وحينها لن يحتاج كثيرٌ من العوائل خادمةً تطلع على أسرارهم ومشاكلهم، وتَقتطع حصةً كبيرةً من دخلهم، وهم يسكنون في شقةٍ صغيرة، وليس في قصرٍ مُنيف!

مستشار أعلى هندسة بترول