آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 2:36 م

عين صفوى.. أوصلتنا للعالمية

عيسى الجوكم * صحيفة اليوم

كنا نحبو في بساتين الرياضة منذ أن كنا صغارا، ونقطف من كل بستان زهرة، وبعيدا عن صخب اللعبة الشعبية الأولى «كرة القدم» كانت الألعاب المختلفة والفردية آنذاك لها صيت كبير في المنطقة الشرقية، وكانت حديث الفصول الدراسية وجلسات الحارات والأحياء والتي كانت بمثابة منصات التواصل الاجتماعي في الزمن الراهن.

ومن بين الألعاب الجديدة آنذاك والمثيرة للإعجاب منافسات ومسابقات «السباحة» والتي أطلت بشهرتها وصيتها ونجومها وأبطالها من مدينة صفوى، تلك المدينة المتفوقة آنذاك أيضا في لعبتي الطائرة وألعاب القوى.

أعود لسباحي وأبطال الصفا في هذه اللعبة الذين أصبحوا أبطالا لمنطقة الخليج والوطن العربي في هذه اللعبة التي لا تعرفها معظم الأندية في تلك الحقبة لعدم وجود الإمكانات من صالات ومسابح وما إلى ذلك من عوامل أخرى، لكن صفوى والصفا حكاية أخرى وقصة لها فصول من المتعة والغرابة والتفوق بعوامل الطبيعة وبدون مكيجة مسابح وصالات.

الحكاية باختصار كما سمعناها ونحن نحبو في ركب الرياضة قبل أن نطرق باب بلاط صاحبة الجلالة، أن السر كان في إحدى عيون هذه المدينة الصغيرة الفاتنة، وتسمى «العين الجنوبية» التي كانت محطة لممارسة الفرح والهواية وقضاء الشباب وقت فراغهم.

ولم يدر بخلد أحد حتى المرتادين لهذه العين أنها ستكون محطة لأشهر السباحين في منطقة الخليج وليس فقط في السعودية، فظهر اسم علوي مكي ذائع الصيت في تلك الحقبة بإنجازاته الكبيرة حتى أصبح أشهر من نار على علم، وأصبحت الأمثال في لعبة السباحة تضرب باسمه وإنجازه.

يكفي أن نذكر أن علوي مكي هو بطل «المانش» وهو نفق تحت بحر المانش وسمي بذلك نسبة إلى مضيق المانش. نفق بحر المانش «بالفرنسية: نفق جنيه»، المعروف أيضا باسم النفق الأوروبي، هو 50,5 كيلومتر «31,4 ميل» تحت البحر نفق للسكك الحديدية تربط بين المملكة المتحدة وفرنسا. وهو ثاني أطول نفق تحت البحر في العالم.

ويعد علوي أول سباح سعودي وعربي يقطع بحر المانش بين بريطانيا وفرنسا. كما شارك علوي في هذا الإنجاز أبطال الصفا للسباحة آنذاك صالح عجاج ومالك شاكر، فاخر السادة، سعيد سلمان آل قريش وضياء آل أسعد «نائب الرئيس الحالي»

هذه العين هي من أوصلت السباحة السعودية للعالمية في حقبة السبعينات من القرن الماضي.

مدير تحرير الشؤون الرياضية في جريدة اليوم, محلل رياضي برنامج صدى