آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

كيف يسكّن ألمٌ ألمًا آخر

عدنان أحمد الحاجي *

21 ديسمبر 2020

بقلم جوديث ميركيلت جيدامزيك

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 404 لسنة 2020

How one pain suppresses the other

December 21,2020

Judith Merkelt—Jedamzik

عندما يؤثر علينا منبهان stimuli مؤلمان [المترجم: له مسميات أخرى ك المثير والحافز، تفاصيل عن المعني من الجهة الفسيولوجية والسليكلوجية في 1,2] في نفس الوقت، نلاحظ أن أحدهما أقل إيلامًا من الآخر. هذه الظاهرة جزء من جهاز التحكم في الألم في الجسم. الخلل في وظائف هذا التثبيط «التسكين» مصحوب باضطرابات ألم مزمنة. لقد طور باحثون في عيادة الطب الوظيفي في مستشفى جامعة بيرجمانشيل، جامعة الرور «RUB» في بوخوم الألمانية، طريقة لهذا الغرض. استطاع الباحثون إثبات أن الطريقة تعمل بشكل فعال على كل من المنبهات/المثيرات الكهربائية المؤلمة والألم المتأتي من الحرارة. نشرت دراستان متتاليتان حول هذا الموضوع في مجلة علوم الدماغ Brain Sciences ومجلة نيروساينس التي تصدرها البايوميديكال سينترال BMC Neuroscience.


 

نفس المثير يؤلم بشكل مختلف في مواقف وأوضاع مختلفة

يمكن أن يختلف إدراك الإنسان للألم اختلافًا كبيرًا بحسب الموقف والموضع والحالة. لذلك من الممكن أن يؤدي نفس منبه الشعور بألم أكثر أو أقل في ظل ظروف / اشراطات مختلفة. جهاز التحكم في الألم في الجسم هو المسؤول عن ذلك. يقوم الباحثون بدراسة هذا الجهاز باستخدام طريقة البحث التي تسمى تخفيف / تلطيف الألم الشرطي أو اختصارًا ب CPM. "تسجل هذه الطريقة مدى قوة المؤثر المؤلم «المسبب للألم» في تثبيط الشعور بمؤثر مؤلم آخر يتعرض له في نفس الوقت، كمايوضح الأستاذ المساعد الدكتور أوليڤر هوفكين Höffken، طبيب الأعصاب في جامعة بيرجمانشيل.

في الدراسة الأولى، قارن فريق البحث بين نموذج طريقة ال CPM المعتمدة بالمتغير الذي أُدخل مؤخرًا. بطريقة ال CPM، منبها الألم دائمًا ما يلعبان دورًا. المنبه الأول، الذي يُطلق عليه أيضًا منبه الاختبار، قُدّم مرتين: مرة لوحده وفي المرة ​​الثانبة، بالتزامن مع المنبه الثاني، وهو المنبه الإشراطي [للمترجم: المنبه الإشراطي شكل من أشكال التعلم الترابطي، حيث يكتسب منبه خارجي معين القدرة على استحضار استجابة المرء الخاصة لمنبه آخر، 3]. على شخص المعرّض للاختبار تقييم مدى الألم الذي سببه منبه الاختبار لو قُدم لوحده وكيف كان الشعور أثناء تعريض الشخص للمنبه الإشراطي.

معيار موضوعي

في الدراسة الحالية، قارن الفريق بقيادة أوليڤر هوفكين والدكتور أوزوم أوزجول Özüm Özgül والبروفسورة إيلينا إيناكس كروموفا Elena Enax-Krumova منبهي اختبار مختلفين: منبه مجرب ومختبر ناجم عن ألم متأتٍ من مصدر حراري وآخر جديد ناجم عن منبه كهربائي للجلد. في كلتا الحالتين المنبه الإشراطي مستمد من ماء بارد. للمنبه الكهربائي للجلد ميزة حاسمة على طريقة الحرارة المستخدمة سابقًا: فهو يسمح بقياس التغييرات في نشاط الدماغ التي تسببها المنبهات الكهربائية للجلد بمساعدة التسجيل باستخدام مخطط كهربية الدماغ EEG. هذا يضيف معيارًا قابلاً للقياس بشكل موضوعي لتقييم الألم الشخصي الذي يشعر به الأشخاص المعرضين للاختبار.

آليتان لكن النتيجة واحدة

في الدراسة الثانية، استخدم الباحثون نموذج طريقة ال CPM الذي اختبر سابقًا باستخدام المنبه الكهربائي للجلد وقارنوه بتأثير تخفيف الألم المتأتي من تشتيت الانتباه الذهني / الادراكي [المترجم: تشتيت الانتباه هو عندما لا يكون انتباه الشحص مركزًا على شيء بعينه]. ووجدوا أن كلاً من طريقة ال CPM وطريقة تشتيت الانتباه الذهني يمكن أن تقلل من الإحساس بالألم بدرجة مماثلة. ومع ذلك، أظهرت الطريقتان نتائج مختلفة في قياس الجهد الكهربائي. ”بناءً على قياساتنا، افترضنا أن أثر هاتين الطريقتين اللتين تم فحصهما لتخفيف الألم هما آليتان عصبيتان مختلفتان أدّيتا إلى نفس النتيجة «نتيجة التأثير»“، كما تقول هوفكين،

أجرى الباحثون دراساتهم على متطوعين أصحاء. ومع ذلك، فإن البحث في جهاز تثبيط الألم في الجسم مهم أيضًا من أجل فهم اضطرابات الألم المختلفة بشكل أفضل. ”في المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة، وظهور آلام ما بعد الجراحة والانتقال من الألم الحاد إلى المزمن، وتأثيرات طريقة ال CPM المغيرة قد وجدت بالفعل سابقًا. في مجموعتنا البحثية، نستخدم نموذج CPM كأداة لدراسة الآليات في معالجة معلومات الألم“، كما توضح هوفكين.