آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

الله - يطول عمرك

أُجريت  دراساتٌ اجتماعية مستفيضة في الغرب تقارن بين جودة حياة المؤمنين والملحدين، فوجدوا من يؤمن بوجود الله ويحضر المراسم الدينية أعمارهم أطول من غيرهم بمعدل يتراوح بين الست والتسعَ سنوات وأكثر صحةً وسعادة. وربما لو أجريت نظير هذه الدراسات الاجتماعية في الشرق لكانت النتائج متشابهة.

قلِّبها وقولبهَا كيفما شئت، سوف ترى أن الأرواحَ إذا وجدت لها مراسٍ تحط سفنها على سواحلها، تكون الجناح الذي ينهض بالجسد من خيبته ومرضه وعثراته. وليس من مهجعٍ أكثر اطمئنانًا من اليقين بأن هناك قوة عظمى تهتم بنا وترعانا. 

ننام الليل وقد شحنت الدنيا أنفسنا بما لا نطيق، وفي الفجر نستيقظ لندرك أن اللهَ له السيطرة المطلقة على الأمور ولا يستطيع أحدٌ أن يتدخل في ما يريد أو في ما لا يريد،، فلا يوجد شيء ولا يحدث شيء إلا بإرادته، وهذا ما يُشعر المؤمنين بالطمأنينةِ والراحة. فما ظنك بمن لا يملك هذا الشعور؟ لا بد أن يقلق وتهتز نفسه ويضيع!

فعلًا الكافر يبعث على الشفقة فمع أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر، فها هم المؤمنون يتنعمون بدنيا أطول وأكبر سعادة وآخرة أفضل. المؤمن في الدنيا كأنه في سجن إذا نظر إلى حاله في الآخرة وما أعد الله له من النعيم، وإن كان بأحسن الأحوال بالنظر إلى أهلِ الدنيا، والكافر بعكس ذلك لأن نعيمه منحصرٌ في الدنيا، فالدنيا جنته، وإن كان بأسوأ الأحوال. 

المؤمن أكثر استعدادًا وأقوى مناعة لتحمل النوائب والمصائب وأنواع البلاء لأن الإيمان يعمل على حقنهِ بالصبرِ والشكر، والرضا بالقضاء. أما الكافر فمناعتُه الروحية، ومن ثَمَّ الجسدية، عند المحن معدومة. ولهذا يبدو أن الكفر لا يستحق أن يُشترى، خسارة في الدنيا والآخرة.

كل هذه الآثار، وتستغرب حين تسمع اليومَ عن شبَّانٍ أَغْرار جلّ معرفتهم من القراءة العادية مما يكتبه العامة، ثم بعد ذلك: كفرنا بكلِّ إله، ولا إلهَ يوجد! تعرفتُ إلى بعض من يشككون، أو ينفون وجود خالق من أبناءِ المسلمين ومن غيرهم، وأظن أنهم لو درسوا فوائدَ الإيمان الدنيوية - والتي أثبتها العلمُ وأيدتها التجارب - قبل الأخروية مثل الصحة والسعادة وطول العمر والطمأنينة والسلم الاجتماعي، لأعَادوا النظر في تشكيكهم وكفرهم بالخالق.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ر ع
[ القطيف / القديح ]: 20 / 1 / 2021م - 4:22 م
موجة الكفر في السنوات الأخيرة هي الأكثر جهالة

ومع ذلك علينا أن نواجه المروجين لهذا الجهل بالحقائق والدلائل حتى لايظن الشباب بأن ماهناك كله حق وعلم

فهو مليء بالأكاذيب والدراسات الغير علمية

لسنوات روجوا ان للموسيقى فوائد وهو يزيد الذكاء والتركيز وتجاهلوا كل مافي الكون من (موسيقى الطبيعة) وأصوات الخلق وكل ماهو جميل وروحي

فلا أحد ينكر ان الجلوس على الشاطئ بين أمواج البحار أو في البساتين بين حفيف الاشجار اكثر استرخاءاً من الموسيقى

لكنهم ركزوا على الاصوات التي تبعثها الآلات الموسيقية وهو اما ضعف في الآليات العلمية لدراساتهم أو أجندة لأجل الترويج للموسيقى والغناء

فهانحن اليوم نسمع عبارة (الموسيقى غذاء الروح) بشكل دائم متعذرين بأن هناك دراسات علمية وفي الحقيقة والواقع ان اكثر مانراه هو الصخب والازعاج والكلام المبتذل واغنية (بحبك يحمار) هي التوب 10

لتتحول الدراسة من غذاء الروح إلى غذاء الحمير

مع كل الاحترام للقارئ
مستشار أعلى هندسة بترول