آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:30 ص

مدّخر أم مسرف؟ الناس لا يتمتعون بالمسؤولية المالية كما يظنون، كما أثبتت دراسة

عدنان أحمد الحاجي *

بقلم شانون رديل

13 يناير 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة  : رقم 20 لسنة 2021

Saver or spender? People are not as financially responsible as they may think، study shows

Shannon Roddel

January 13,2021

المسؤولية المالية تعني إدارة الأموال بطريقة معقولة / عقلانية نسبيًا وذلك بتقليل الإنفاق المسرف أو غير الضروري. لكن وفقًا لبحث جديد من جامعة نوتردام، يعتقد الناس أنهم يمتلكون مسؤولية مالية أعلى مما هم عليه في الواقع.

حتى عندما ينفق الناس أموالهم بإسراف دائمًا «في كل الحالات / كل الأوقات»، فإنهم لا يفتأون يعتقدون أنهم يديرون أموالهم بطريقة مسؤولة، وفقًا لهذا المفهوم: ”فرقعة الوهم الإيجابي للمسؤولية المالية يمكن أن تزيد الادخارات الشخصية: التطبيقات في الأسواق الناشئة والغربية“ «[6] ,[5] ,[4] ,[3] ,[2] ,[1] »، التي نشرتها في مجلة التسويق[7]  إيميلي غاربينسكي Emily Garbinsky، الأستاذة المساعدة للتسويق في كلية ميندوزا Mendoza للأعمال في جامعة نوتردام.

قالت غاربينسكي، التي نشرت أيضًا دراسة حديثة عن الخيانة المالية «الخيانة المالية عندما يكذب أحد الزوجين على الآخر أو كالاهما على بعضهما بشأن تصرف أحدهما / كليهما في الأموال بدون علم الآخر، المزيد في [9] ,[8] »: ”يحمل الناس عمومًا أوهامًا إيجابية[1]  لكونهم يتمتعون بمسؤولية مالية، لأن ذلك يمكّنهم من الشعور بالرضا عن أنفسهم“.

طورت غاربينسكي، بالتعاون مع نيكول ميد Nicole Mead من جامعة يورك York ودانيال غريك Daniel Gregg من جامعة نيو اينغلاند New England في أستراليا، تدخلاً يكافح تحيز تعزيز الذات «[3] ,[10] » من خلال حث الناس على إدراك وتيرة انفاقهم للأموال دون داعٍ / حاجة. بدوره، فإن هذا الإدراك يحفزهم على تعزيز ادراكات الذات[11]  لمسؤوليتهم المالية من خلال زيادة ادخاراتهم.

التدخل لمساعدة ”المسرف «في الانفاق»“ ينطوي على الطلب من المشاركين الإجابة على استقصاء قصير يتكون من خمسة أسئلة قبل أن يتخذوا قرار الادخار. الأسئلة ركزت على سلوك الاسراف السابق لدى هؤلاء، كالخروج لتناول العشاء في المطاعم بدلاً من الطبخ في المنزل. والأهم من ذلك، أجاب المشاركون على هذه الأسئلة الخمسة باستخدام مقياس متواصل «يمتد من أحد طرفي خط المقياس الى الطرف الآخر [12] مثبّت إما بتكرار / بتواتر منخفض نسبيًا «1 يساوي مرة واحدة في السنة أو أقل» أو تكرار / تواتر مرتفع نسبيًا «7 يساوي 12 مرة وأكثر في السنة». صمم الباحثون مثبتات المقياس بحيث تقع معظم اجابات المشاركين ضمن النطاق الأعلى منه، بحيث تعني الدرجات المرتفعة تواترًا أعلى من الاسراف السابق في الإنفاق.

التأكد من أن غالبية الردود تقع في النطاق الأعلى أمر بالغ الأهمية، حيث أثبتت البحوث السابقة أن الأشخاص يستخدمون الدرجة التي وضعوها على مقياس التصنيف للوصول الى استنتاجات عن أنفسهم «في هذه الحالة، لا يتمتعون بمسؤولية مالية كما كانوا يعتقدون». ثم يدفعهم هذا الإدراك إلى تعزيز شعورهم بالمسؤولية المالية عن طريق الادخار.

بالإضافة إلى اختبار فعالية هذا التدخل على الطلاب في جامعتي نوتردام ويورك وكذلك على مجموعات / لجان مختلفة عبر الإنترنت، أجرى الفريق دراستين على مزارعي البن الفقراء في المناطق الريفية بأوغندا - إحدى الدراستين تناولت قدرة التدخل على التأثير في ادخارات المدخول المالي المكتسب على مدار فترة زمنية، بينما تناولت الدراسة الأخرى قدرة التدخل على التأثير على الادخارات المالية غير المتوقعة. ”الدراسة الأخيرة هذه مهمة بشكل خاص في البلدان النامية، كما أوضحت غاربنسكي، حيث أن أحد خيارات السياسة الناشئة هو“ صدم "الأسر المتعثرة [ماليًا] بتحويلات نقدية كبيرة.

”بشكل جمعي، يُثبت هذا البحث أن الناس ينظرون إلى مسؤوليتهم المالية من خلال نظارات وردية، والتي يمكن أن تقوض رفاهيتهم المالية“، كما قالت غاربنسكي، ”الناس في جميع أنحاء العالم لا يدخرون ما يكفي من المال، ونقترح أن أحد أسباب عدم ادخارهم هو أنهم يعتقدون خطأً أنهم يتمتعون بمسؤولية مالية. إذا كان هذا هو الحال في الواقع، تقليص هذه النظرة الذاتية المتضخمة قد يؤدي إلى زيادة الادخار، حيث يجب أن يصبح الناس متحمسين لاستعادة تصوراتهم بخصوص مسؤوليتهم المالية“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - الأوهام الإيجابية: ”هي مواقف إيجابية غير واقعية لدى الناس تجاه أنفسهم أو تجاه الأشخاص المقربين منهم. وتعد أيضًا شكلاً من أشكال خداع الذات[2]  أو تعزيز الذات[3]  التي تولد الشعور بالرضا أو تحافظ على تقدير الذات[4]  أو تتلافى الشعور بالانزعاج، وذلك على المدى القصير على أقل تقدير. هناك ثلاثة أشكال عامة للأوهام الإيجابية: التقييم المبالغ فيه لقدرات الفرد، والتفاؤل غير الواقعي بشأن المستقبل، ووهم التحكم“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/الأوهام_الإيجابية

[2] - خداع النفس ”هو توهم الإنسان لحقيقة نفسه وإمكانياته وظروفة علي نحو يخالف الواقع ولكن يتفق مع هواه ورغبته والفرد بطبيعة الحال لا يكون متعمدًا ذلك بل إنه يقوم بخداع نفسه دون وعي بذلك، كأن تكون إمكاناتة العقلية والعلمية ضعيفة ويري هو عكس ذلك“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/خداع_النفس

[3] - ”تعزيز الذات هو الدافع الذي يعمل على جعل الناس يشعرون بالرضا عن أنفسهم والحفاظ على احترامهم لذواتهم. ويصبح هذا الدافع بارزاً بشكل خاص في حالات التهديد أو الفشل أو الضربات ضد احترام الذات. تحسين الذات ينطوي على تقديم النظرة الإيجابية تجاه الذات على النظرة السلبية“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/تعزيز_ذاتي

[4] - ”تقدير الذات. هو تقييم الفرد لنفسه وشعوره بالاحترام والقيمة والكفاءة. يشمل تقدير الذات قناعات الشخص حول نفسه «على سبيل المثال“ أنا كفؤ ”أو“ أنا ذو قيمة ”» بالإضافة إلى الحالات الشعورية مثل الانتصار واليأس والفخر والخجل“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/تقدير_الذات

[5] - ”وهم التفوق وهو اعتقاد عند بعض الناس بشأن تفوقهم على الأفراد الآخرين «الفرد المتوسط» حيث يقوم الفرد بتضخيم إيجابياته وتصغير سلبياته وينتج عن سوء تقدير للقدارت الذاتية والبيئة المحيطة، وهو أمر شائع، يمكن ملاحظته في الصف، وفي العمل، وفي كافة مناحي الحياة.“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/وهم_التفوق

[6] - ”وهم التحكّم «بالإنجليزية: Illusion of Control» ‏، هو ميل الناس إلى المبالغة في تقديرهم لقدراتهم على التحكّم بالأحداث؛ على سبيل المثال، يحدث الأمر عندما يشعر شخص ما بأنه متحكّم بنتائج لا يمكنه التأثير عليها بشكل واضح. تُعتبر عالمة النفس إيلين لانغر أوّل من أطلق تسميةً على هذا التأثير، إذ تكررت هذه التسمية لاحقًا في العديد من السياقات المختلفة. يسود الاعتقاد بقدرة الوهم على التأثير في سلوكيات المقامرة والإيمان بالظواهر الخارقة. يُعتبر وهم السيطرة واحدًا من الأوهام الإيجابية، جنبًا إلى جنب مع وهم التفوّق والانحياز إلى التفاؤل“ اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://ar.wikipedia.org/wiki/وهم_التحكم

[7]  https://journals.sagepub.com/doi/abs/10,1177/0022242920979647?casa_token=M-8S4GBjeqsAAAAA%3AVuOE-PIcZD9VScGz0HdMPdLTZMS6Y9j5TITde8ILhD0JXBZqKR3VrrGEImn6EBdIsW5w4yyi5hA&

[8] - هي حالة الخيانة المالية التي تحدث عندما يكذب الأزواج أصحاب الأموال المشتركة على بعضهم البعض حول المال. على سبيل المثال، قد يُخفي شريك ديونًا كبيرة في حساب منفصل بينما الشريك الآخر غير مدرك. ومثال آخر شائع هو عندما يقوم شريك بإجراء نفقات تقديرية «Discretionary Expenditures» كبيرة دون مناقشة الأمر مع الشريك الآخر. يمكن أن يكون المال نقطة خلاف كبيرة بين الأزواج، لذلك من المهم أن يكون كل شريك صريحًا فيما يخص وضعه المالي والنفقات والمواقف تجاه المال. تُعتبر مراجعة الصورة المالية للشريكين قبل جمع الموارد المالية فكرة جيدة. كما أن إنشاء نظام مقبول بشكل متبادل للتعامل مع النفقات يمكن أن يساعد على تجنب العديد من المعارك. على سبيل المثال، يقوم العديد من الأزواج بإعداد نظام التخصيص أو الإجازة «Allowance System»، والذي يسمح لكل شريك بإنفاق مبلغ محدد كل شهر دون الحاجة إلى استشارة الآخر. وهذا يسمح للشركاء بالحفاظ على جزء من استقلالهم المالي أثناء عملهم نحو الأهداف". اقتبسناه من نص ورد على هذا العنوان: https://www.meemapps.com/term/financial-infidelity/

[9]  -https://news.nd.edu/news/love-lies-and-money-study-introduces-defines-and-measures-financial-infidelity/

[10] - ”تحيز تعزيز الذات هو الميل إلى وصف الذات بشكل أكثر إيجابية مما قد يتوقعه الضابط التقديري“. ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان: https://journals.sagepub.com/doi/10,1177/0146167298245006

[11] - ادراك الذات: ”نظرة الشخص إلى نفسه أو أي من السمات العقلية أو الجسدية التي تشكل الذات. قد تتضمن وجهة النظر هذه معرفة حقيقية بالذات أو درجات متفاوتة من التشويه. يسمى أيضًا إدراك الذات. انظر أيضًا إلى الذات المدركة؛ مفهوم الذات.“ ترجمناه من نص ورد على عذا العنوان: https://dictionary.apa.org/self-perception

[12] - https://help.surveyanyplace.com/en/support/solutions/articles/35000041608-continuous-scale

المصدر الرئيس

https://news.nd.edu/news/saver-or-spender-people-are-not-as-financially-responsible-as-they-may-think-study-shows/