آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 9:52 ص

براءة الذمة

عبدالحكيم السنان

براءة الذمة كلمة تتردد وتتكرر بين المؤمنين، فما هو معنى براءة الذمة؟

براءة الذمة تعني ما يتحمّله الإنسان من المسؤولية من خلال التزامات الآخرين الشرعية وهي قيامهم بما عليهم من مسؤوليات.

إنها بشكل أو بآخر ما يقوم به الإنسان من التزامات تبرز أصالة تصرفاته ومدى موافقتها لإرادة الله سبحانه وتعالى فيما شرع من أحكام عرّفها للناس وأراد لهم أن يجعلوا من مسؤولياتهم فرصة، لتكون ذممهم خالصة لله تعالى، لا يوجد فيها شيء من الانصياع للشيطان ولا شيء يشغله عن ذكر الله كما لا يوجد فيها شيء مما يجعل الإنسان في حالة من الفراغ والعبث وعدم المسؤولية التي تدخله في الضياع والفوضى.

الله سبحانه وتعالى متفضّل وكريم على عباده الذين هم يستغفرونه كل حين وهو غفور رحيم ولكن لا ينبغي من الإنسان المؤمن أن يطلب براءة الذمة وإن ردد هذه الكلمة على لسانه في بعض المناسبات كشهر رجب الأصب وشهر شعبان وشهر رمضان بلياليه المباركة ومن ليلة النصف وليلة القدر؛ طالبا فيه براءة الذمة وإضافة اسمه «بالدعاء» وهو في باقي أوقات السنة يقترف الكثير من السيئات والمحرمات التي تتعلق بحقوق الآخرين من غيبة ونميمة وبهتان ونفاق وحسد وزرع الفتن والتربّص وزرع الكيد والخلافات بين المؤمنين طالباً في هذه المناسبات براءة الذمة، ويضل على هذا المنوال طوال السنة تلو السنة؛ الله سبحانه وتعالى يتجاوز عن المؤمن الذي يرتكب خطيئة في حق الناس ولكن لا تتم إلّا بمسامحة الناس له.

ذممنا هي مسؤوليتنا أمام الله فيما نقول من الكلم الطيب ليجعلنا من أهل الرحمة والخير وهذا العمل الطيب يجعلنا من أهل الذمم الذين يتحركون بكل وعي ومسؤولية أمام الله كي ينشروا الحق والعدل والفلاح بين أفراد المجتمع.

قد يتصوّر البعض أنّ الذمة تكون مشغولة فقط عندما نكون قد نسينا صيام يوم أو أكثر أو صلاةً أو حجًا أو واجبًا شرعيًا، لكن الذمة تبقى مشغولة، أي غير منسجمة مع إرادة الله تعالى في كل موقف لم نلتزم فيه بالمسؤولية وفي كل مرة لم نرجع إلى الله وأن نحاسب أنفسنا وناخذ بأنفسنا إلى الهداية كل ما أمعنا الاستغراق في النزوات والشهوات والأهواء المضلة.

فلنجعل من ذممنا مساحة لتأكيد المسؤولية أمام الله تعالى وأمام أنفسنا ونجعلها بريئة، أي خالصة لوجه الله تعالى ومحققة لإرادته بكل قوة وثبات وعزم وأن نلتزم بما يريده تعالى منّا أن نكون عليه من عباده الصالحين الذين يعملون في سبيل الله طوال حياتهم.

نسأل الله أن يرزقنا التوفيق لكل خير وصلاح.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
محمد
2 / 3 / 2021م - 9:21 ص
يا ريت الناس اللي عليها ديون للآخرين تسمع كلامك وتبادر في إبراء ذمتها و تسديد ما عليها من أموال؛ خصوصاً إذا كان صاحب الحق لا يطالب بحقه من باب الطيبة و الحياء؛ بل حتى و إن جامل بالقول أنه في غنى عما أعطى.
2
قاسم
16 / 6 / 2023م - 11:40 ص
هذا الموضوع لسماحة السيد فضل الله رحمه الله
لماذا السرقة يا استاذ