آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:48 م

انزياحُ التراب

ياسر آل غريب *

انزياحُ التراب  

للترابِ الذي لامستْهُ يداكَ 
حكايةُ طفلٍ  يخطُّ على الأرضِ ما لا يُرى 

لم تكن أنتَ تغفو 
-كما ظنَّك العابرون -
ولكنْ رأيتَ الثُّرَيَّا مكانَ الثرى
 
من هنا بدأتْ قصةُ الخِصْبِ 
يامن يفجِّرُ  في جانحيهِ الينابيعَ والأنهرا
 
أنتَ حينَ نفضْتَ الترابَ / نفضْتَ الزمانَ 
ورحتَ تواصلُ رحلتَكَ المشتهاةَ 
لتخترقَ الأدهرا ..

تستمدُّ من الرملِ أفكارَهُ
ومن الكونِ أسرارَهُ
ومن اللهِ  نلتَ الحقيقةَ والجوهرا
 
أنتَ والأرضُ : أي حميميَّةٍ بين قلبيكما ؟
لم تكنْ خطواتُكَ فيها سوى بصماتٍ 
صنعتَ بها العالمَ الأكبرا 

شاطأتْكَ السماواتُ ..
واقتربتْ قابَ عينيك أجرامُها 
غير أنك ما خُنْتَ أرضَكَ ..
يامنْ زرعتَ بها قلبَكَ الأخضرا  

  مُنذُ أنْ تركتْ مقلتاكَ الشبابيكَ مفتوحةً
 طارحتْكَ الحضاراتُ في بُعْدِها الكوكبيِّ
 وكنتَ جوابًا يجوبُ الرؤى ..
  كلما العقلُ  في  موجهِ حارَ  واستفسَرا 

 أيها الكائنُ المُسْتَشِّفُّ ..
على هيأةِ الروحِ تنسابُ 
تُلغي المسافةَ مابين آمالنا  في النهار ِ
وأحلامِنا في الكَرَى  

كم تعبْنَا ..
فماذا نسمِّيكَ .. ماذا نسمِّيكَ 
 حين نوى اللهُ أن يخلقَ المِحْوَرَا ؟ 

لم تذقْ للنهايةِ طَعْمًا ..
فمازلتَ في شوطكِ السرمديِّ 
تطلُّ من الغيبِ ممتطيًا صهوةَ الخُلْدِ
ياواحدًا /  أكثرا !!

إن هذا الترابَ الذي في يديكَ 
لأطهرُ من كلِّ شَيْءٍ  بهذا الوجودِ ..
سيخرجُ من كلِّ ذرَّاتِهِ العاشقونَ معًا :
حيدرًا حيدرا