توضيحك لطفلك لماذا تصرفه يُعد تصرفًا خاطئًا قد لا ينجح دائمًا
29 يناير 2021
بقلم جاويد وادلي
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 37 لسنة 2021
Explaining to your child why behavior is wrong may not always work
January 29,2021
Jared Wadley
الوالدان يعرفان السيناريو جيدًا: عندما يسيء طفلهما التصرف فقد حان وقت تأديبه.
أظهرت الأبحاث التي أجريت على مستوى العالم أن ضرب الأطفال على الأرداف ليس هو الخيار الأفضل. لكن الاستدلال اللفظي «1»، الذي يفسر لماذا يُعد التصرف الذي يقوم به الطفل تصرفًا خاطئًا، قد لا يكون له دائمًا التأثير الإيجابي المتوخى لو كان الوالد / الوالدة من النوع الذي يصرخ وفظ على أطفاله، وفقًا لدراسة جديدة من جامعة ميشيغان.
تشير النتائج إلى كل من المخرجات الإيجابية والسلبية التي يمكن أن يكون لها عواقب دائمة على التطور الانفعالي / الشعوري للأطفال «2». الاستدلال اللفظي «1» مقترن بمستويات عليا من الانسجام مع الآخرين، ولكن أيضًا مقترن بارتفاع في مستوى العدوانية ومستويات عليا من تشتت الانتباه.
”التأديب الإيجابي «3» لا يبدو دائمًا أن له كل هذه الفوائد الإيجابية“ كما قال أندرو جروجان - كايلور Andrew Grogan-Kaylor، برفسور الخدمة / الارشاد الاجتماعي «4» والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نُشرت في العدد الأخير من المجلة الدولية للتنمية السلوكية International Journal of Behavioral Development «انظر 5».
”من المرجح أن يكون للاستثمارات طويلة المدى التي يستثمرها أولياء الأمور «الآباء والأمهات» في أطفالهم، كقضائهم وقتًا معهم، وإخبارهم بأنهم محبوبون والاستماع إليهم، تأثيرات إيجابية أكثر من التأديب غير العنيف. هذا يحتاج أن يُدرس بدقة في سياق شمولي“.
أظهرت الأبحاث باستمرار أن الضرب على الأرداف يؤدي إلى مخرجات سلبية على الطفل، كالعدوانية وذهول الذهن / تشتت الانتباه، بغض النظر عن السياق الذي تم فيه تأديب الأطفال، بما في ذلك البلد والعرق والأثنية والحي.
في الدراسة الجديدة، حلل الباحثون في جامعة شيكاغو في كل من مدينة آن آربور Ann Arbor ومدينة فلينت Flint أشكالًا مختلفة من العقاب المقترن بسلوكيات الأطفال في عينة عالمية تضم ما يقرب من 216 ألف أسرة من 62 دولة. جاءت البيانات من استبيانات المسح العنقودي متعدد المؤشرات التابع لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، وأكدت النتائج أن الضرب على الأرداف لا يقترن بانسجام الأطفال مع نظرائهم. كما أنه أدى إلى ارتفاع في مستوى العدوانية وذهول الذهن / تشتت الانتباه. وبالنسبة للتأديب اللاعنفي، والذي ينطوي على الاستدلال اللفظي وسحب الامتيازات من الأطفال، فقد أدى الى نتائج مختلطة، كما قال غروغان - كايلور.
الاستدلال اللفظي عزز نتيجة إيجابية واحدة: والمتمثلة في كون الأطفال أكثر تفاعلًا مع أطفال آخرين، خاصة في البلدان التي فيها هذا النوع من التأديب أكثر شيوعًا. وبشكل غريب، زاد الاستدلال اللفظي أيضًا من مستوى العدوانية، غالبًا في الحالات التي يستخدم فيها أولياء الأمور لهجة ولغة قاسيتين / حادتين، كما أشارت الدراسة
”قد يكون للاستدلال اللفظي آثار سلبية على الأطفال إذا لم يتم توظيفه بطريقة مناسبة من الناحية النمائية للطفل ليفهموا لماذا تصرفهم كان تصرفًا غير مناسب“، كما قال غروغان - كايلور.
في هذه الأثناء، لم ينسجم الأطفال مع أطفال اخرين وأظهروا مستويات أعلى من العدوانية وأصبحوا مشتتي الانتباه عندما سحب أولياء الأمور الامتيازات من أطفالهم.
إذن ما هي أفضل طريقة لتأديب الطفل؟ اقترح غروغان - كايلور تزويد الوالدين أطفالهم بالنظام الروتيني اليومي [المتوقع منهم أن يطبقوه، كأوقات النوم والاستيقاظ من النوم والوجبات وما الى ذلك، 6]، وإبقاء خطوط التواصل بين أولياء الأمور وأطفالهم مفتوحة والسحب المناسب من الناحية التنموية للامتيازات.