متى يكون الميّت بالفعل ميْتًا
4 فبراير 2021
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 39 لسنة 2021
?When is dead really dead
February 4,2021
الدكتور سام شيمي Sam Shemie، البرفسور في قسم طب الأطفال في جامعة ماكغيل الكندية، هو الباحث الاستقصائي الأول في دراسة دولية جديدة توثق فسيولوجيا عملية الاحتضار «الموت»، بقيادة الدكتور سوني داناني Sonny Dhanani من معهد أبحاث مستشفى الأطفال في أونتاريو الشرقية «CHEO»، ونُشرت في عدد 28 يناير لدورية نيو انغلاند للطب New England Journal of Medicine «انظر 1» من خلال العمل عن كثب مع البرنامج الكندي لأبحاث التبرع بالأعضاء وزرعها، طلب فريق البحث من أكثر من 600 عائلة السماح برصد العلامات الحيوية أثناء عملية احتضار أحبائهم «أحد أفراد الأسرة» في وحدة العناية المركزة. وتعتبر هذه الدراسة أكبر دراسة دولية من نوعها.
لماذا تعتبر دراسة كهذه مهمة؟
للعائلات لكي تتبرع بالأعضاء عند وفاة أحد أفراد أسرتها، يجب أن تكون واثقة بأن الموت قد حدث بالفعل وأنه لا رجعة منه. يتيح عامل الثقة للأشخاص أن يتخذوا القرار بالتبرع في وقت الحزن وتسمح للمجتمع الطبي بالشعور بالراحة عند فتح حوار بشأن التبرع. لكي يكون التبرع بعد الوفاة المؤكدة بعد توقف الدورة الدموية [أي بعد توقف القلب عن النبض وتوقف الدورة الدموية وعملية الأكسجة للأنسجة توقفًا لا رجعة فيه بحسب 2] ممكنًا من الناحية الطبية، يجب أن بعلن عن الوفاة ضمن فترة زمنية بعد سحب اجراءات الحفاظ على الحياة «3». ومع ذلك، هناك قصص عن ”عودة بعض الناس إلى الحياة“ بعد إعلان وفاتهم، ولم يكن هناك سوى القليل من الأدلة لإثراء المعرفة الطبية عن الموت.
ماذا وجدت الدراسة؟
وجد الفريق أن ”الخط المسطح“ الكلاسيكي للموت «4» ليس بهذه البساطة. أظهرت الدراسة أن غالبًا ما يتوقف نشاط القلب ويعود [الى النشاط] عدة مرات أثناء عملية الاحتضار قبل أن يتوقف تمامًا في النهاية - لكن لا أحد استعاد دورته الدموية أو وعيه بشكل ثابت. تقدم الدراسة أدلة تدعم المعيار الحالي وهو الانتظار لمدة 5 دقائق بعد توقف القلب قبل تقرير حالة الوفاة والشروع في التبرع بالأعضاء.
”هذه الدراسة تعد أكبر دراسة «1» حتى الآن تسعى إلى معرفة وتوصيف عملية الاحتضار بشكل أفضل“ كما يقول الدكتور شيمي، وهو أيضًا طبيب في قسم الرعاية الحرجة في مستشفى مونتريال للأطفال وباحث مشارك في المركز الصحي التابع لمعهد الأبحاث في جامعة ماكغيل. ”هذه النتائج ضرورية للحفاظ غلى ثقة العائلات في عملية التبرع بالأعضاء.“
كيف تطلب من عائلة يحتضر أحد أفرادها في وحدة العناية المركزة أن تشارك في دراسة بحثية حول التبرع بالأعضاء؟ شريكة العائلة «5» السيدة هيذر تالبوت، وهي امرأة وافقت على التبرع بأعضاء ابنها بعد وفاته في حادث سيارة، مكّنت دائرة التنبؤ بالموت وفسيلوجيا الموت بعد ازالة / فصل العلاج «Death Prediction and Physiology after Removal of Therapy «DePPaRT، من خلال مساندتها ومنظورها. انضمت هيذر لفريق DePaRT في عام 2015 كمستشارة، وأخذت على عاتقها التحديات الانفعالية / المشاعرية بالانضمام كمستشارة إلى الفريق. قدمت هيذر تغذية استرجاعية من منظور أسري، وساهمت بأفكارها بشأن كيف تجري مقاربة أسر المرضى المحتضرين بشكل مناسب. قدرتها على التأمل في تجاربها وتطبيقها على الدراسة كانت محورية لنجاح المشروع. مساهماتها في المشروع ساعدت في تحقيق معدل موافقة من قبل الأسر بنسبة 93٪ وبددت مخاوف الفريق من تجاوز الحدود. تبرعها بأعضاء ابنها أنقذ أربع أرواح على الأقل، كما أن مشاركتها في DePPaRT ضاعفت تلك التبرعات.
”لعمل ذلك، كان علينا أن نذهب إلى وحدات العناية المركزة ومراقبة المرضى أثناء احتضارهم“، كما ذكر الدكتور داناني. ”هذه تجربة شخصية للغاية. وهنا كنا نجمع البيانات، ونرسلها إلى خادم كومبيوتري، وننزلها ونطلب من الناس مراجعة العلامات الحيوية... كيف توقفت الأشياء «القلب والدورة الدموية»، وإذا ما عادت الى نشاطها. كان الناس قلقين. لم يرغب بعض الأطباء في القيام بذلك. شعر بعض الباحثين بعدم الراحة. لكننا كنا نعلم أننا يجب أن نستمر عندما التقينا بهيذر“.
ما الفائدة التي يحصل عليها الناس؟
يمكن للعائلات وفرق الرعاية الصحية أن تثق في أنه عندما تُقرر حالة الوفاة، فإن البدء في عملية التبرع بالأعضاء يكون بدءً آمنًا. بيانات دراسة DePaRT يمكن الآن استخدامها لاثراء التشريعات والمبادئ التوجيهية لتقرير حالة الوفاة من أجل التبرع بالأعضاء على الصعيدين الوطني والدولي. الدراسات الإضافية باستخدام بيانات الدراسة ستسمح لفرق التبرع بالأعضاء وزرعها بالتنبؤ بالمدة التي سيستغرقها المرضى حتى يموتوا بعد إزالة اجراءات حفظ / ادامة الحياة «3».
سيكون التنبؤ بوقت الوفاة مفيدًا للغاية لتنسيق التبرع بالأعضاء وتحسين كيف يمكن تحديد أماكن تواجدها.
