آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

صغارنا في رمضان لعبٌ ونوم - سلسلة خواطر متقاعد

أظن أننا من أقلِّ المجتمعات اهتمامًا بشَغل الأولاد والبنات في شهرِ رمضان وإجازة المدارس الطَّويلة بما ينفعهم. وكأنهم من زجاج سريع الكسر، لا نُكلفهم إعانةَ الأمّ في شهرِ رمضان، ولو في غسلِ أطباقِ الطَّعام وتنظيف طاولةِ السّفرة بعد الأكل! أغلبهم لا يستيقظ إلا وذهبَ من النَّهار مُعْظَمُه، أما اللَّيل فحدِّث ولا حرج! بالطبع، لا يمكن تعميم أي ظاهرةٍ في الكونِ، إلا ما ندر، حيث يوجد أسر يبدعونَ في تربيةِ أبنائهم وبناتهم، ومختلفون عن بقيَّة النَّاس.

ثمَّ عندما يكبر أطفالنا نشتكي من عدمِ انضباطهم واهتمامهم بشؤونِ حياتهم، إذ يصلونَ العشرينات من العمر وما بعدها - ذكورًا وإناثًا - لا يغسلونَ ملابسهم أو يوظبون أسرَّتهم، وتكبر الأمُّ أو الجدَّة وتصل من العمرِ مرحلةً تحتاج فيها من يريحها، وهي لا تزال تعمل على الدَّوام تعويضًا عن كسلهم وخمولهم!

غدًا أو بعد غد يأتي شهرُ رمضان ويصوم هؤلاء الصغار وينامونَ ويلعبون وينبسطون، ولن يضرهم أن يتعلموا الصلاةَ وقراءةَ القرآن ولن يضرهم بكلِّ تأكيد أن يعينوا جدَّاتهم وأمَّهاتهم في بعضِ أعمالِ المنزل. سوف تكون من أجمل ذكريات طفولتهم عندما يكبرون. من لديه أطفال يدرك كم هم يساهمون في فوضى المنزل، وبالتَّالي من الضَّروري أن يعرفوا منذ نعومة أظافرهم أن الحفاظَ على نظامِ المنزل ونظافته لا يقتصر على الأمِّ فقط، فهو مسؤولية جميع أفرادِ الأسرة، وأن يعتادوا - هم - على إنجازِ بعض المهامِّ أيضًا.

في الماضي، كان أصحاب المهن المختلفة يصحبونَ أولادهم صغارًا ويعلموهم إيَّاها في إجازاتِ المدارس والكثير من هؤلاء الصغار ساعدته هذه الصحبة أن يكون رجلًا عصاميًّا يدرك قيمةَ الاعتماد على النَّفسِ والعملِ الجادّ والتميز في الدِّراسة باكرًا في حياته. ومن يشك في هذه الخلاصة فليطلع على بعضٍ من سِيَر النَّاجحين في الحياة!

الآن، حيث منَّ اللهُ على بعضِ العوائل أن وُجد فيها عاملة منزلية - واحدة أو أكثر - وبالتالي لم يعد الأطفال يقومون بأنشطة منزلية، وأصبحوا بدلًا من ذلك يلهون في ألعابِ الحاسوب ومشاهدة التلفزيون والأفلام. وهذا غير نافع لهم، إذ أن كثيرًا من الدِّراسات تقرر أن مشاركةَ الأطفال في الأعمالِ المنزليَّة هي طريقٌ جيِّد نحو التقدم العلميّ وتحمل المسؤوليَّة وتُعزِّز فيهم غريزةَ العملَ الجماعي!

مستشار أعلى هندسة بترول