آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 3:46 م

قيادة الاسرة

المهندس أمير الصالح *

في زمن اجتياح الثورة الرقمية الحالي، هل تعتقد بان الاب مازال هو القائد الاكثر تأثيرا داخل منظومة أسرته؟ أم إنه أحد المؤثرين إلى جانب مؤثرين كُثر ضمن قنوات متعددة؟ أم أن الأب أضحى على هامش التأثير «منعدم التأثير»؟

فعليا الاب يتبوأ منصب القائد للأسرة ويحمل أدبيا لقب رب البيت والنوخذة والكابتن والقبطان والزعيم والقائد. في هذا المقال سأقارب الحديث عن الأب من زاوية القيادة للأسرة. ومن المعلوم بأن هناك صنفان للقائد: قائد ناجح وقائد فاشل.

في أدبيات صناعة القيادة، هناك مجموعة أسئلة جديرة بالأجوبة الصادقة لرسم معالم خريطة التأثيرللقيادة داخل المنشأة أو البيت أو المسجد أو النادي أو أي مكان آخر. من بعض تلك الأسئلة التي أوردها هنا للآباء:

  •  ما الصنيع الذي ينتظره الاخرون منك لإحداث التأثير داخل منزلك
  • ماهي التحديات التي تواجه كيان البيت وهل تشارك كأب بفعالية في إيجاد الحلول والخروج من الأزمات بنجاح
  •  لماذا يواجه المنزل هذا التحدي الآن وماذا تم عمله من طرف الأب لمنع التفاقم أو معالجة آثاره بأسرع وقت
  •  مع الوضع الحالي، هل يمكنك أن تخلق فرصة موائمة لصنع ظروف نمو أفضل لأفراد الأسرة
  •  هل تقوم بمشاركة باقي أفراد الأسرة خطط الحل للأزمات وتوزيع المهام عليهم وتتابعهم وتحثهم على الأداء الأفضل

الأب القائد الناجح ستكون له أجوبة إيجابية وتصور كامل للمعالجات على الأسئلة المطروحة بعالية. بينما الأب المقصر أو المتعثر في أداء واجباته سيختنق عند سماعه الأسئلة فضلا عن البحث عن الإجابات على تلكم الأسئلة لأنها تكشف مستوى عدم إلمامه بأمور منزله أو انشغاله التام عن واجباته الأسرية.

مع سرعة وتيرة التغيرات الاجتماعية والاقتصادية في العالم، البعض من الآباء يهربون للأمام ويتجنبون تشخيص التحديات والعمل على إيجاد حلول عملية لتعقيدات ومتطلبات الحياة الأسرية. والبعض من أرباب الأسر يكتفي برمي اللوم في تعثره على الزمكان أو الآخرين أو التشريعات. وهناك أرباب أسر يكتفون بالتسويف في المعالجات والاكتفاء بالقول ”الزمان كفيل بحل أي معضلة“.

مجتمع ناجح يعني نسب الأسر الناجحة هو الأكثر داخله. وعليه من المهم السعي الحثيث من جميع أطراف المجتمع الغيارى في تأصيل ثقافة النجاح داخل الأسر قبل تكوينها وأثناءه وبعد التكوين. وتحقيق نجاحات مبكرة في تاريخ كل منزل ولو مبدئيا بنماذج التفاهم ومساحات الحوار والمكاشفة وبخلق لغة مشتركة لأنه يؤسس لبناء ناضج وواعد ومتين. ولكون التسارع في التغيير كبير، سأسطر ما يمكن تشخيصه بأنواع الأسر الحالية:

  • اُسر طور النشأة «بيت جديد»
  •  اُسر تخوض التحول
  •  اُسر تجتهد لتثبيت النجاح وتأصيله
  • اُسر متعثرة في وحول الازمات
  •  اُسر ماتت مضمونا وذهنا وروابط

قادة الأسر الجدد والقدماء داخل كل الأسر يحتاجون إلى تحديث مهاراتهم في القيادة ليكونوا محل التأثير الايجابي. وبدون قيادات أسر ناجحة سيكون المجتمع في حالة هش بش