آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 12:12 م

الزَّواج الخفيف هل يبقى بعد الأزمة؟ - سلسلة خواطر في أوانها

المهندس هلال حسن الوحيد *

كلفة الزَّواج أصبحت عقبةً لابدَّ للزوج الشَّاب والزوجة الشَّابة وأهلهما أن يحسبوا لها ألفَ حساب. ثم أتت هذه الأزمة التي نحن فيها ويبدو أنها شذّبت بعض السّلوكيَّات ورشَّدت بعضَ المصاريف الباهظة، وإن كما يقول المثل: مكرهٌ أخاكَ لا بطل!

في هذا الأسبوع أطللتُ على بعضِ الزَّواجات في دقائق، فما وجدت نقصًا في تمامِ بهجةِ الزَّواج. فقدنا الوليمةَ الكبيرة والصَّالات الباهرة وحلَّ بدلًا منهما مجالسُ وأقبية الأهلِ والجيران والوجبة الخفيفة، والعبرة في نجاحِ الزَّواج بعد هذه الليلة - الأولى - من وئامٍ وصفاء، لا بكثرة المدعوّين وعدد الخرافِ المذبوحة. وإن بعد الأزمة كلٌ يولم ويحتفل بما تسعه حاله، لا بما يوجبه عليه عرفُ الناس. وقد روى التَّاريخ أن أربعةَ آلاف شخص أكلوا من وليمة عليّ ابن أبِي طالب عليه السَّلام وفاطمة الزَّهراء عليها السَّلام في زواجهما الذي تعاون والد الزوجة - النبيّ محمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وآله - وزوجها عليّ عليه السَّلام على كلفةِ إعدادها للحضور.

أظنّ أن مهور النِّساء في منطقتنا لم ترتفع كثيرًا وما ازداد هو كلفة الولائم والحفلات وما يتبعها من لوازم الأعراس. هذا التّخفيف هو أحد دروس الأزمة الصحيّة التي حتمًا سوف تزول اليومَ أو الغد، فهل يبقى ما تعلّمناه منها درسًا اقتصاديًّا واجتماعيَّا نتبعه طواعيةً لا مكرهين، ودون تشاحن بين العائلات على الإخلال بهذا الدرس؟

أكاد أجزم أن النَّاس ينسون بسرعة ما أكلوا وما شربوا في هذه الحفلات، وما يبقى للزوجين هو إما مرارة الدَّين أو حلاوة العشرة، فإذا كان في يد الزوجين أن يجمعا بين البذخ والفرحة دون استدانة، فزيادة في خير. وإذا لم يستطيعا فلن يتذكر النَّاس إن هم حضروا أو غابوا، أكلوا وشربوا أم لا، ومن الأفضل حينئذٍ الاقتصار على ما أمكن ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا .

مستشار أعلى هندسة بترول