آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

آن الأوان لأن يتعلم أرباب الأديان من العلوم الأكاديمية

محمد حسين آل هويدي *

ما لا يستوعبه المعنيون بالأديان «أكثر الأديان على الأرض وليس هناك دين محدد مقصود في هذا الرابط» هذه الأيام أمور مهمة يمكن لهم أن يتعلمونها من علوم الاقتصاد والصناعة. ولذلك، انحسار الأديان عند شريحة الشباب بات واضحا. وهذه حقيقة لا يمكن أن ندس رؤوسنا في التراب لننكرها ونصّر على أنها غير موجودة. وإن استمر الانحسار بهذه النسبة المطردة، فمفهوم الدين سيتبدل ويتغير.

الناس بحاجة إلى دين يضبط أخلاقهم وضمائرهم ويعطيهم نفحة وجودية ونفخة روحية تملأ الكثير من الفراغات النفسية التي يعاني منها الإنسان.

لم نكتب هذا المنشور لازدراء الأديان أو استنقاص أهميتها للأنفس البشرية. الدين شيء مهم وضروري وليس بالضرورة أن يمثله من يدعي ملكيته، بل ادعاء الملكية أكبر دليل على عدم الأهلية.

ما نود إيصاله أن المعنيين يعيشون زمنا غير هذا الزمن وإن تواجدوا فيه جسدا؛ فقط، لا أكثر.

نحن نعيش زمن السرعة بتغير متسارع بصورة أسية «الأس يعني مضاعفة الشيء كل 18 شهر».

الاستراتيجيات التسويقية تعتمد على الفعالية والاستجابة، وهما عاملان متضادان. زيادة الفعالية يقلل من سرعة الاستجابة، والعكس أيضا صحيح. مثلا، قد تشتري ثوبا من السوق أو تفصل لك. الشراء يكون لحظيا «استجابة سريعة». بينما الفعالية تكون قليلة لأن هذا الثوب قد لا يناسبك كثيرا ويكون بحاجة إلى تعديل وإصلاح. أو تنتظر قليلا وتفصل لك ثوبا. فعالية مفصل الثيات قليلة جدا، ولكن استجابته للتغيير أسرع من المصنع الذي يعمل على رفع الفعالية، وإلا أفلس بسبب الاستجابة لكل طلب مختلف.

هناك أمور أخرى يُنْظُر إليها بعين الاعتبار: التنوع الانتاجي وقصر حياة السلعة، وهذا أمر يزيد من الضبابية «uncertainty». لذلك تجد شركات تسقط وأخرى تصعد. ومن لا يواكب السوق واحتياجته لن يستمر طويلا.

وهذا ما تعاني منه مدارس الأديان التي تتنوع بضاعتها بشكل مفرط وطول دورة هذه البضاعة. الشركات تستبدل القديم بالجديد. ولكن المؤسسات الدينية يتكدس عندها القديم والجديد فيختلط الحابل بالنابل. الشركات الرائدة «مثل أبل» لا تطرح في السوق أنواع كثيرة من المنتجات، وبالرغم من ذلك فإن حياة الهاتف الذكي لا تتجاوز سنتين. بينما الفتوى تعيش مئات السنين ولا تتغير لتتماشى مع تغير الظروف. لا تزال الكثير من أحكام الحج تتناسب مع من يركبون ضوامر وليس من يركبون سيارات. ولا يزال تحري الهلال يعتمد على أدوات الماضي التي لم تعد صالحة لهذا الزمن.

طبعا، وكما هو متوقع مسبقا، ونظرا لردود الفعل المسبقة، لن يصل هذا الكلام لمن يعنيهم الأمر لأن أكثرهم جهلاء مركبون «وأقولها بضرس قاطع وبأدلة قطعية دامغة» وربما لا يستوعبون العلم الحديث أو يستطيعون قراءة الأرض. وستجدهم كالعادة يبررون. وسيظلون يبررون إلى آخر رمق في حياتهم. الكثير من هؤلاء يحملون نمط تفكير غريب جدا، يخلو من العقلانية والموضوعية والمنطق. ولا يزالون يعتمدون على جحافل الهمج الرعاع الذين باتوا حملا ثقيلا ووبالا على أكتافهم، مما جعل شريحة الشباب المثقفة والمتعلمة والواعية تنسحب، والأمر في اطراد.

وللحديث بقية...

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 4
1
عبدالله
23 / 7 / 2021م - 8:26 م
(الناس بحاجة إلى دين يضبط أخلاقهم وضمائرهم)
اردت ان اكتب تعقيبا على الموضوع.. لكن ادهشني اهتمام الكاتب بالأخلاق، مع استعماله لغة (أخلاقية) جدا في خطابه المعنيين ولا سيما في أواخر المقال!
العناوين البراقة من بروفيسور ودكتور لا تساوي شيئا اذا ادت بالإنسان لهذا المستوى.
2
ابومحمد
[ القطيف ]: 26 / 7 / 2021م - 6:34 م
١-بداية الموضوع كانت جيدة بل ممتازة
ولكن نصفه الاخير لم يكن موفقا وحوى كثيرا من التناقضات
وتكرار المكرر المجاب عليه كراراً ومراراً
واقل ذلك ان يحسب المرئ ان الحقيقة المطلقة عنده وهو في ذات الحين يقر بأن ما يتكلم فيه ليس اختصاصه ويقر ايضا انه بحاجة في مطلبه لاهل الاختصاص في ذات الموضوع فيدعوهم ان يقوموا بما يريده؛ بالتالي اذا كانوا اهل الاختصاص وتقر بالحاجة لهم حتى في ذات مطلبك هذا فلماذا عبرت عنهم بهذه التعابير ووسمتهم بهذه الوسوم؟! إذاً مقولة الجهل المركب تنطبق على من حقيقةً؟
يتبع.....
3
ابومحمد
[ القطيف ]: 26 / 7 / 2021م - 6:40 م
٢-
لا أحد من اهل الدين ينكر الحاجة ولو بمفهومها الاولي للإصلاح والتطوير ولكن على أسس صحيحة وفي حدود المعقول وفي حدود المسموح والاعتدال، وليس بهذه الطريقة العشوائية المذكورة والمتذبذبة بل والسوقية(أي من نظام السوق)، فالدين والمعنويات والمعاني الالهي والنظم السماوية لا يقاس بمقاييس عرض المنتج المادي على هكذا نحو سيما مع ما فيه من تذبذب وارتباك في محتوى الموضوع وأخطأ في عرض نفس الطريقة السوقية والقاعدة التي ذكرها وايضا اخطأ حتى في تطبيقها.
باختصار بدأ الكاتب بشكل سليم ثم انحرفت بوصلته وفلت من يده الخيط فأغرب وشرد وجال يمينا وشمالا واشتمل على ما لا يخدم المطلب بل وما يهدم اصل المطلب.
وعموما شكرا للحس الديني لديك والدين للجميع لا ريب ولهم التكلم فيه بما يتناسب واداركاتهم وكذا لا ريب ان معرفة الانسان حجمه وقدره في مضمار معرفته منطق عقلاني واجب فلا بد من الموازنة بينهما والا خرجنا الى المهاترات وحبذا من عدم هدمه ايضا لدى الاخرين بهكذا هوادم فتكون اسوأ ممن هم على حد قولك لا يتطورون ولا يطورون فلا تكون انت صنعت للناس شيئا في دينهم ولا تركتهم يتراوحون ما سطره له اهل الاختصاص من دينهم ولو كان في نظرك قليلا فالقليل خير من لا شيء وخير من الهوان والانحسار والسقوط تحت السقوط. ختاما الترفع على عامة الناس ووصفهم باوصاف مسيئة متعاليا عليهم هو خطأ اخلاقي ايضا خلاف بداية ما ابتدأت به موضوعك.
وجهة نظر ارجو ان تتقبلها كما ترجو ان يتقبل الاخرون وجهة نظرك فلا تصفني بمخالفتي لك كما وصفت به من وصفت في كلماتك لمجرد مخالفتك لهم.
4
ابومحمد
[ القطيف ]: 26 / 7 / 2021م - 6:41 م
٣-أضف إلى ذلك الأخطاء اللغوية والنحوية في سطور الموضوع مما يمنع من كون الكاتب قادراً على الاستنباط والدخول فيما ليس من اختصاصه كتفسير الآيات وغيرها ومن ثم معرفة تكاليف الله ودينه تعالى وادعاء الخوض فيها بعلم وتجهيل المختصين على هذا المنوال!
سيهات - دكتوراه في علوم الحوسبة و باحث وكاتب مستقل