الفكر التكفيري صديق حزب البعث أم هو إمتداد إلى الفئة السعودية الضالة؟
عان شعب العراق من الظلم الكثير على أيام النظام العراقي السابق صدام حسين وبعد تحرير وإحتلال العراق من النظام السابق لم يستقر العراق حتى هذا اليوم ولا يزال يعاني الشعب العراقي من فقدان الأمن، أذكر عبارة نقلها أحد الأصدقاء المطلعين على وضع العراق عن لسان صدام حسين: من أراد أن يحكم من بعدين فليحكم من دون شعبي. " يبدو لي ثمة علاقة وثيقة بين حزب البعث العراقي المنحل وبين التنظيمات الإرهابية التكفيرية في ما يحدث في العراق إن صح ما ينقل عن رأس النظام السابق صدام حسين.
اليوم نحن أمام مشهد آخر في سوريا حيث القتل على الهوية أصبح سمة بارزة في الصراع القائم وكل فريق يتهم الآخر ولكن المشهد الأكثر بروز هو التنظيمات التكفيرية لا سيما وهم يستندون على الفكر الديني المتطرف على سبيل المثال العرعور والذي يبث خطابه المشبع بالكراهية والطائفية والعنصرية من خلال إعلام النفط.
اليوم في الصحافة السعودية هناك عزف تقليدي من خلال الهجوم بل الإتهام وخلط الأوراق والتهديد لكل من يختلف أو يؤيد حزب الله وربما حتى من يشاهد قناة المنار.
هؤلاء الصحفييون لم يكلفوا أنفسهم في تشريح العقل التكفيري ومنبع هذا الفكر وكيفية علاج أصل المشكلة وبدل عن ذلك سارعوا في تشكيل فريق هجوم ضد حزب الله بسبب الموقف السياسي إتجاه النظام السوري وهذا حق لهم أن يختلفوا ولكن؟ ممارسة كل أشكال الإرهاب الفكري لمجرد الإختلاف معهم هو دليل فشل وليس قوة.
في الذاكرة الصحفية في الحدث العالمي 9/11 حدث هجوم ولو بشكل خجول أو بدون علاج عملي على الفكر المتطرف في محاولة لتصوير إن التطرف حالة شادة وإن المتهمين السعوديين في الأحداث هم مجموعة لا تمثل إلا أنفسهم وتم تسميتهم في الصحافة السعودية بـالفئة الضالة في الفترة الأخيرة.
أمام مشهد الدماء المتكرر في العراق، سوريا، وباكستان كما حصل قبل أيام في إنفجار في مقر إنتخابات جراء عملية إرهابية. يقول المرجع الديني السيد علي
الخامنئي: الفكر التكفيري كارثة للعالم الإسلامي. " وأجزم إن هذا الفكر هو كارثة على العالم كله لأنه قائم على إلغاء الآخر ورفض التعددية الفكرية حتى داخل التيار نفسه.
هل يجرء الصحفي أو المثقف السعودي الذين يكتبون في الصحافة المحلية أو العالمية على الوقوف على أصل المشكلة والسعي نحو علاجها قبل أن يعود المقاتلين التكفريين في سوريا إلى البلاد مع الخبرة القتالية وبالتالي قد تواجه بلادنا ذات المشكلة السابقة في محاربة الإرهاب.