آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

العنف الأسري إلى أين

حسن آل سويد

حين تشاهد شابة تحمل أطفالها الثلاثة الذين لا تتجاوز أعمارهم الأربع سنوات، وهي تتلقى عبارات التعنيف من والدها أمام المارة في الطريق ثم لا تجد هذه الفتاة غير الهروب من عنف أبيها في ساعة متأخرة من الليل حامله رضيعا بين يديها وخلفها اثنان من الأولاد الصغار، والأب غير الواعي بما يعمل، تارة يصرخ بوجه الأطفال وتارة يضربهم وصوت بكاءهم يتعب القلب بكل أسف. عندما تشاهد هذا المنظر فأعلم أنك أمام مشهد حقيقي يمثل قمة العنف الأسري.

والسؤال هنا؛ من يتحمل نتيجة هذا السلوك غير الأخلاقي الذي يخلو من أي معني لحقوق الإنسان؟ هذا السلوك الذي يدفع يجبر الفتاة الضعيفة على الخروج في ساعة متأخرة من الليل هربا من جحيم أب عديم إحساس ولا يملك رحمة بقلبه!

قد تكون الفتاة منفصله لا قدر الله وقد تكون في زيارة لصلة الرحم مع الأب والأم. استوقفني لحظتها تعامل الأب القاسي والمعيب، فتلك الفتاة التي كانت هاربه من الأب وهي تحاول إنقاذ صغارها بانكسار وهي تقول بصوت حزين؛ ابي كفاك ضربا لهم.

قد تأتي دوافع العنف الأسري أحياناً من المفهوم الخاطئ السائد بين الآباء والأجداد. وقد تكون مرتكزة على الفهم الخاطئ للدِين أحيانا، والتي تركز على أن للرجال الحق في السيطرة على شريكة الحياة والعائلة وأنه يجب إعطاء رب الأسرة قدرا عالياً من الهيبة والتقدير.

يعرّف العنف الأسري اصطلاحا باعتباره إساءة متعمدة بين الأشخاص الذين تربطهم علاقات ضمن حدود العائلة. وللأسف الشديد دائما ما تكون الفتاة هي الضحية الأولى للعنف. وتختلف المعاناة تبعا لنمط وأسلوب العنف، وتبين أنه المعرضين للعنف الأسري غالبا ما يعانون تدهورا في الحالة النفسية والاجتماعية داخل المنزل والمجتمع، وهو ما يدفع أحيانا إلى الهروب من جحيم العنف، والبحث عن مكان آمن مما يعني شتات الأسرة.

إن على رب الأسرة الوعي التام بحقوق البنات والأبناء وعدم فهم الدين بشكل خاطئ، فذلك ما يزيد من نسبة المشاكل في المنزل والمجتمع بكامله في نهاية المطاف. وهنا يأتي السؤال الموجهة لكل عاقل؛ ماذا سيصبح مصير هذه الشابة والأطفال عندما يعيشون في بيئة غير صالحة وخاصة بظل العنف الأسري المستمر!

يجب المتابعة المستمرة لحال العنف الأسري وبقوة والإبلاغ عنهم لدى أصحاب القرار في الحكومة الرشيدة سائلين الله سبحانه وتعالى الصلاح والخير لجميع أبناء الوطن الغالي وتحت رسالة النبي محمد صلى الله عليه وآلة وسلم رسالة الأخلاق والرحمة والتسامح. اللهم احفظ جميع المؤمنين والمؤمنات من كل مكروه.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
سمر
[ القطيف ]: 2 / 9 / 2021م - 12:29 م
اتمنى لو كان هذا موضوع محاضرة من محاضرات الخطباء في عاشوراء