آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

في تحليل لما أعلنه ولي العهد حول ”تطوير القدرات البشرية“:

الخباز: التعليم خطوة هامة لتوفير رأس المال الاجتماعي

جهات الإخبارية سلمان العيد - القطيف

قال رجل الأعمال سعيد الخباز: إن برنامج تطوير القدرات البشرية التي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزي الدفاع ”يحفظه الله“، هي الخيار الأبرز لتحقيق النمو والتطور.

أدوات لازمة

وأضاف: هذا الامر مرهون بالإرادة والجدية والمتابعة ومدى تأهيل الأدوات التنفيذية اللازمة، فالعملية تأتي تراكمية والإصلاح لا يأتي مرة واحدة، ولا بد من توافر العديد من السمات لدى كافة المعنيين بالعملية وكذلك المواطنين وأبرزها ”الولاء للوطن“، الذي هو أساس رأس المال الاجتماعي الذي يحمي الأوطان في وقت الملمات.

خطوة هامة

وتابع الخباز في حديث خاص لـ ”جهينة الإخبارية“ أن البرنامج الذي أعلن عنه سموه يشمل المواطنين في كافة المراحل العمرية «من المهد إلى اللحد»، وهو خطوة هامة لتجاوز ومعالجة بعض الحالات الموجودة في نظامنا التعليمي منها الأسلوب السابق المعتمد في كافة المراحل والقائم على التلقين والحفظ، والتركيز على الجوانب النظرية دون الالتفات للجوانب الفنية والمهنية، فضلا عن عدم العناية الكافية برياض الأطفال.

مواد اختيارية

وتابع: بعض مناهجنا غير مرنة، فضلا عن أن أيام الدراسة قصيرة لا تتعدى 155 يوما في السنة مقابل «200 يوم في الدانمارك وأستراليا واليابان»، و190 يوما «في بريطانيا والنرويج وكوريا الجنوبية»، كما أن العملية التعليمية لا ينبغي أن تكون مملة ولا بد أن تحتوى على جوانب مرح في كافة المراحل، وليس في مرحلة ما قبل المدرسة فقط، وهذا نراه في كافة الجامعات «حتى في بعض جامعاتنا»، إذ توجد مواد اختيارية بعيدة عن التخصص الأصلي، كأن يقوم طالب الطب أو الهندسة أو العلوم بحضور حصص في الموسيقى أو الرياضة.

تطور مستمر

وشدد على ضرورة أن تكون العملية التعليمية متوافقة مع التطور المستمر في الحياة المعاصرة، فلا ينبغي أن تكون متحجرة، وأن تكون الدراسة مواكبة لحاجات البلاد من الفنيين والمهنيين والعلماء وغير ذلك.

تأهيل الأطفال

وذكر الخباز أن مرحلة ما قبل المدرسة وهي «الروضة حسب المصطلح المحلي» هو الخطوة الأولى لتأهيل الطفل للمرحلة الدراسية، وهذا يتم بمساعدة الأهل والمؤسسات، حيث يتعلم هذا الطفل الانضباط، وكيف يجلس على كرسي الدراسة ويستمع للدرس وكيفية التعامل مع الكتاب والقلم والورقة والجهاز الالكتروني، على أن يستمر التأهيل طوال السنوات الدراسية المقبلة، ومما يؤسف له بأن هذه المرحلة ورغم أهميتها وحساسيتها لا تحظى بالاهتمام الكافي.

فترة تأسيس

وأشار إلى أن الفترات التالية من الدراسة «الابتدائية» هي فترة تأسيس لما يأتي بعد، ويفترض أن تؤسس الطالب للعلوم المستقبلية، لتأتي المرحلة المتوسطة الثانوية لتؤهل الطالب لدراسة ما بعدها أما في الجامعة أو في أحد المعاهد الفنية والمهنية، وفي هاتين المرحلتين «المتوسطة والثانوية» لا بد من وجود حصص مهنية وفنية مع الحصص النظرية الأخرى، لتحدد من خلالها قرارات الطلبة في اختيار التخصصات التي يبدعون فيها في سوق العمل.

حرف مهنية

وأكمل: بمعنى أن الطالب في المرحلة الثانوية والمتوسطة ينبغي أن تكون لديه إطلالة على الحرف المهنية، مثل النجارة، والسباكة، والكهرباء، والإلكترونيات، وبعض الصناعات الخفيفة، وغير ذلك. ولا بد، أيضا، من الموازنة بين الجانب النظري والجانب الفني في كافة المراحل الدراسية قبل الجامعة والمعهد.

خطأ علمي

وقال: علينا مقابل ذلك تجاوز خطأ علمي واجتماعي يتمثل في الاعتقاد بضرورة أن يدخل جميع الطلاب الجامعة، في حين أن المجتمع يحتاج إلى فنيين في شتى المجالات، والجامعات لا تعلم هذه التخصصات في الغالب، كما أن الجامعات لا تفتح لكل الشعب وكل الطلاب، فلو التحق 30% من خريجي الثانوية بالجامعات فهذا يكفي، ويفترض أن يتوجه البقية للتخصصات الفنية والمهنية الأخرى، وأن تتطور ثقافة المجتمع لمنح المهنيين والفننين التقدير نفسه الذي يمنح لحامل الشهادة الجامعية، فضلا أن العائدات المادية التي يمكن أن يحققها أصحاب التخصصات الفنية ليست قليلة أيضا، وعلينا أن نعي بأن الجامعات اليوم هي جامعات رشيقة فهي مراكز بحوث ومراكز للإبداع وليس للتلقين.

عامل حاسم

وحول العامل الحاسم في اختيار الطالب للتخصص في الجامعة، قال الخباز: إن البعض يسير وفق شغفه، أو هوايته، وهذا من ناحية قد يكون صحيحا بمعنى أن بعض الهوايات يمكن أن تتحول إلى عمل منتج، لكن بعض الهوايات لا تحقق شيئا، فماذا تحقق هواية مشاهدة التلفاز غير المتعة والفائدة الشخصية، وفي هذا الصدد ينبغي أن يكون التخصص أو اختيار التخصص بناء على دراسة المستقبل وهو معرفة حاجة السوق بعد أربع أو خمس سنوات من بدء الدراسة الجامعية، بمعنى أن الطالب عليه أن يدخل في اختيارات بين تخصص مستقبلي وتخصص مستقبلي آخر.

حاجة السوق

ولفت إلى أن فكرة إلغاء أي تخصص لا تحتاجه سوق العمل لا تبدو صائبة بالكامل، ولكن ينبغي أن تخضع للتقنين وأن يتم فتحها حسب حاجة السوق، فنحن نحتاج لمعلمي التاريخ والجغرافيا والرياضة والاجتماع ولكن بعدد محدد، وهنا تأتي مسألة الحاجة لوجود دراسات مستقبلية تحدد مثل هذه الأمور.

مستوى المكونات

وأكد أن تطوير الموارد البشرية تعني الرفع من شأن رأس المال الاجتماعي، وهو العمل على رفع مستوى المكونات الموجودة، بحيث تكون قادرة على النهوض بالبلاد في أي وقت، خصوصا أذا ما حل به أي طارئ، فيملك - رأس المال الاجتماعي - البوصلة لإعادة الأمر إلى أصله، وهذا يتطلب ان تلتقي كافة الطاقات والقدرات لخدمة الوطن، ولا يتم ذلك إلا بالمستوى العلمي والفني وتمكّن حقيقة ”الولاء للوطن“ بحيث تقف معه إذا ما ألّمت به لائمة.

تعليم مستمر

وخاتتم بأن التعليم لا يتوقف بإنهاء المقررات الجامعية والحصول على الشهادات العليا، بل أن التعليم ينبغي أن يكون مستمرا طوال الحياة، مضيفًا: أذكر بأنني استضفت في العام 1998 وخلال ترؤسي لمؤتمر الشرق الأوسط لإدارة وتطوير الموارد البشرية وزير للتعليم المستمر في بريطانيا للاطلاع على التجربة البريطانية في هذا المجال، فالتعليم المستمر بات ضمن اهتمام الحكومة، وهذا ما ينبغي أن نسير وفق هذه الفكرة التي أكد عليها ديننا الحنيف ”اطلب العلم من المهد إلى اللحد“.