آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 10:36 م

أفغانستان.. جمعة حزينة

عبد الرزاق الكوي

بعد الهزائم المتتالية والفشل الدريع للتنظيمات الإرهابية في كثير من المواقع التي تواجدوا فيها من أصقاع الأرض ومخلفات الإنسانية وحثالة المجتمعات، بعد أن قاموا بالدور المناط بهم بالغدر والخيانة وزرع الكراهية، قتلوا بدماء بارده ومثلوا بالجثث وتفننوا في تقطيع الرؤوس والأجساد، اليوم يغيرون استراتيجيتهم في المناطق التي هزموا فيها أو مناطق أخرى من العالم او في مسقط رأسهم، ليستمروا في مشروعهم الخبيث في مسلسل القتل والتدمير، لم ولن يسلم أحد من هذا الفكر الضال من البشرية، وخير شاهد ما بدأ في أفغانستان في تفجير أماكن العبادة مصلين تجمعوا للصلاة وترك غيرهم فريضة الصلاة ليتفرغ للقتل، ليحقق تطلعات من يقف وراءهم في تخريب النسيج الاجتماعي وخلق بيئة من التوتر والقلاقل لخلق الفتنة وهذا هو عمل الجبناء على مر التاريخ.

هذه فتنة من فتن هذا الزمان وابتلاء عظيم أن تبتلى الإنسانية بقطاع الطرق والجينات الخبيثة، فقد كان هذا الإجرام علنيا ومعروفا رغم خبثه واجرامه يمكن ملاحقته والقضاء عليه وتحييده ليقل شره ويحارب مكره وتجنب غدره، استراتيجيته الحالية يغيرها حسب الظروف المستجدة وهزيمته في أكثر من ساحة، وخلاياه المهزومة الآن تشكل واتباعه ومن يؤمن بفكره اليوم هم قنابل مؤقتة لا أحد يعرف زمان ومكان انفجارها، بسبب الضغط الأمني والرفض العالمي لهذا المنكر بدأوا العمل كأفراد مستقلين عن قياداتهم الإجرامية، من أجل تسهيل عمليات قتل الأبرياء واستمرار روح الكراهية، تطور استراتيجيتها ليس لبناء مجتمعات صالحة يعمها الأمن والأمان، بل التفنن في الأساليب والخطط لمزيد من عدد القتلى، يستمتعون بتقطيع الأجساد بسبب تفجير انفسهم الفاسدة النتنة في تجمعات ايمانية تتقرب لله تعالى بصلاتها، يجمعون كل خبراتهم وتفكيرهم في كيفية استمرار هذا المشروع الظالم، باستخدام جميع وسائل التكنولوجية الإلكترونية ووسائل الإتصالات الحديثة بسرية وتكتم شديد اتقاء للملاحقة الأمنية، هذه الأعمال الخبيثة تعمل بشكل فردي شبه مستقل عن القيادة الأم، لا يحتاج أوامر مباشرة او فتوى من قبل القيادة الشرعية، فقتل الأنفس البريئة من المباحات عند هذا الفكر الضال بل من القربات العظيمة بالطبع ليس لله تعالى للشيطان، يكفي ان يتشبع عقل الاتباع بالفكر والايدلوجية ويكون حرا في اتخاذ قرار قتل العشرات المسالمين من أطفال ونساء وشيوخ، لا ناقة لهم ولا جمل سوى الاصرار والتمسك بالطريق القويم والسوي، وهذا ما يخالف توجهات قوى الظلام ومن يقف خلفهم، فالمشروع هو ان توصل افغانستان الى هذا المستوى من التوتر واستمرار سيل الدماء الطاهرة الزكية على يد أشقى ما حملت الأرض.