آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

الإصدار الرابع عن العمل التطوعي

صدور كتاب: «العمل التطوعي: ثقافة وسلوك إنساني» للشيخ اليوسف

جهات الإخبارية

صدر عن دار ريادة للنشر والتوزيع في جدة كتاب جديد للشيخ عبدالله أحمد اليوسف بعنوان: «العمل التطوعي: ثقافة وسلوك إنساني»، الطبعة الأولى 1443 هـ  - 2021م، ويقع في 126 صفحة من الحجم الوسط بقياس «14 في 20 سم».

وقد بدأ المؤلف كتابه بمقدمة، جاء فيها ما نصه:

«للعمل التطوعي أثرٌ كبيرٌ في تنمية وتطوير وتقدّم المجتمع، إذ إنه يساهم في خلق الأجواء الإيجابية والمحفزة عند أفراد المجتمع للمساهمة في مختلف مجالات وميادين العمل التطوعي، وانخراط كل الشرائح الاجتماعية على اختلاف مؤهلاتها العلمية والعملية يؤدي إلى الدفع بحركة العمل التطوعي نحو الأمام، وتجاوز كل العقبات والتحديات التي تقف في وجه تفعيل المناشط التطوعية.

والعمل التطوعي يُوجد الكثير من الآثار الإيجابية المهمة، ويعزز من القيم الاجتماعية والأخلاقية والإنسانية بين الطبقات الاجتماعية المختلفة؛ كقيم التراحم والتماسك والتكافل الاجتماعي، وقيم العطاء والتضحية والإيثار والبذل والكرم من أجل إٍسعاد الآخرين.

وكلما ازدادت مؤسسات وجمعيات العمل التطوعي والخيري، وتنوعت مجالاتها واهتماماتها، واستقطبت أكبر عدد من المتطوعين؛ استطاعت أن ترتقي بالمجتمع، وتلبي احتياجاته، وتعالج نقاط الضعف فيه، وتعزز نقاط القوة التي تخلق من المجتمع مجتمعًا فاعلًا ومتقدمًا ومعطاءً.

والإنسان الذي هو محور التنمية البشرية؛ التي هي بدورها أساس التنمية في أي مجتمع إنساني، تبرز مواهبه وطاقاته عندما يمارس العمل التطوعي، وينشط في مناشطه ومجالاته المختلفة؛ مما يعني أن العمل التطوعي كما يساهم في تنمية المجتمع، له دور كبير أيضًا في تنمية الإنسان المتطوع، مما ينعكس في نهاية الأمر على التنمية الاجتماعية.

وتبدو الحاجة متجددة دومًا لتفعيل العمل التطوعي في المجتمع، وزيادة أعداد الناشطين في هذا المجال الحيوي، وتنويع الروافد الداعمة للعمل التطوعي والخيري بما يخدم تقدم المجتمع وتطوره، والتوسع في مجالات العمل التطوعي وأنشطته وميادينه بما يلبي الحاجات الجديدة والمتجددة للمجتمع.

وتعبِّر المشاركة الفاعلة في العمل التطوعي في أي مجتمع عن مدى الوعي والنُضج والرشد الذي وصل إليه ذلك المجتمع، فنمو حركة العمل التطوعي يساهم بصورة حيوية في النهوض بالمجتمع، وتنمية الطاقات والكفاءات الموجودة فيه بما يخدم مسار التقدم والتطور المجتمعي.

ومن أجل تفعيل العمل التطوعي لا بد من نشر ثقافة العمل التطوعي التي تدفع نحو المشاركة الجماعية في أي مجال من مجالات العمل التطوعي وميادينه، فالثقافة التطوعية هي الركيزة الرئيسة نحو إيجاد الأرضية الملائمة لنمو شجرة العمل التطوعي، وتقوية روافده، وتفعيل أنشطته.

والمجتمع اليوم بحاجة إلى مختلف أنواع ومجالات العمل التطوعي، فلم يعد الأمر مقتصرًا على تأسيس الجمعيات الخيرية التي تهتم بالفقراء والمساكين والأيتام؛ بل أصبحت لدينا حاجات مهمة أخرى لا تقل عن مساعدة الفقراء والمحتاجين، فالمجتمع أحوج ما يكون إلى تنمية المجتمع في المجال العلمي والمعرفي والثقافي، وهو ما يتطلب تأسيس المراكز العلمية، وبناء المدارس والجامعات والكليات الخاصة والأهلية في مختلف التخصصات العلمية، كما أن الحاجة ماسة لتأسيس مراكز للدراسات والأبحاث في جميع الأبعاد بما يساهم في تطوير المجتمع وتنميته علميًا وثقافيًا ومعرفيًا.

ومن هنا، يجب تطوير العمل التطوعي من خلال الاهتمام بكل مجالات الأعمال التطوعية، فالمجتمع لديه حاجات جديدة ومتجددة، وفيه ثغرات تحتاج لمبادرات اجتماعية شجاعة ومدروسة بحيث تغطي كل المساحات في البنية المجتمعية، بما يكفل لها التكامل، وخلق منظومة تطوعية متطورة وفاعلة تسهم في وصول المجتمع إلى أعلى مراتب التقدم العلمي والتحضُّر المدني».

وهذا الكتاب يحاول فيه المؤلف أن يرصد في فصله الأول ما ورد في القرآن الكريم عن تطوّع الأنبياء والرسل في مجالات تطوعية مختلفة بصورة موجزة، كي نسير على هديهم، ونقتدي بسيرتهم المشرقة.

ويتناول المؤلف في فصله الثاني بعض مفردات ثقافة العمل التطوعي؛ كأنواع العمل التطوعي وأشكاله، وروافد العمل التطوعي ومجالاته، ودور الموروث الديني في الحث على العمل التطوعي وأنشطته، ودور المرأة - كما الرجل - في النشاط التطوعي والعمل الخيري.

وأما الفصل الثالث فيتضمن مجموعة من الأفكار والرؤى التطوعية التي تساهم في إنماء المجتمع وتطويره؛ فالمجتمع الذي ينبض بروح التطوع والعمل والتعاون والتكافل يتقدَّم ويتطوَّر ويرتقي نحو سلالم المجد والازدهار.

ويهدف هذا الكتاب إلى تسليط الأضواء على مفردات ثقافة العمل التطوعي، من أجل تأصيل العمل التطوعي نظريًا، وتفعيل حركة العمل التطوعي عمليًا، بما يؤدي إلى تنمية الوعي بأهمية ممارسة العمل التطوعي اجتماعيًا؛ وهو الأمر الذي يساعد على تنمية مسار العمل التطوعي، وتنويع مجالاته وأنشطته وروافده؛ بما يخدم النهوض بالمجتمع، ويحقق التكافل الاجتماعي العام، ويساهم في تطوير قدرات المجتمع وتنمية موارده، وتقوية مؤسسات المجتمع الأهلي.

الجدير بالذكر أن هذا الكتاب هو الإصدار الرابع عن العمل التطوعي، إذ سبق وأن صدر للمؤلف ثلاثة كتب أخرى، وهي:

الأول - ثقافة العمل التطوعي: صدر عن مركز الراية للتنمية الفكرية، جدة - السعودية، الطبعة الأولى1426 هـ -2005م.

الثاني - أفكار في العمل التطوعي: صدر عن مطابع الرجاء، الخبر - السعودية، الطبعة الأولى 1432 هـ  -2011م.

الثالث - التطوع في سيرة الأنبياء والأئمة: صدر عن دار المرتضى، بيروت - لبنان، الطبعة الأولى 1432 هـ  -2011م.