آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

وَاحَةُ الخَير

أحمد محمد آل جميع

وَاحَةُ الخَير

أَنْتِ القَطِيفُ وَوَاحَةُ الإِنْعَامِ 
أَعْيَتْ صِفَاتُكِ أَلْسُنَ النُّظَّامِ 

أَهْوَاكِ مِنْ قَلْبِي وَكُلِّ جَوَارِحيْ 
يَاخَيرَ دَارٍ لِيْ وَ خَيرَ مُقَامِ 

مَازَالَ حُبُّكِ فِيْ عُرُوقِي جَارِياً  
مَجْرَى الدِّمَا فِي يَقْظَتِيْ وَمَنَامِيْ 

يَاغَادَةَ الخَطِّ الَّذِي مِنْ حُسْنِهَا 
خَجِلاً بَدَا بَدْرُ السَّمَا الْمُتَسَامِيْ 

لَكِ مِنْ مُحِبٍّ أَلْفُ أَلْفُ تَحِيَّةٍ
مَقْرُونَةٍ بالْوُدِّ وَ الْإِعْظَامِ 

يَادَارَ عَبْدِ الْقَيْسِ مُنْذُ اسْتَوطَنُوا
فَوقَ الضِّفَافِ عَلَى الْخَلِيجِ الطَّامِيْ 

قَومٌ أَماجِدُ لَمْ تَزَلْ مَوْصُولَةً
أَيَّامُهُمْ بِالجُودِ وَالإِقْدَامِ 

مَنْ يَأْتِهِمْ يَجِدِ الْمَحَافِلَ عِنْدَهُمْ
فَيَّاضَةً بِالخَيرِ وَالْإِنْعَامِ 

كَرَمٌ بِهِمْ وَأَصَالَةٌ وَسَمَاحَةٌ 
وَنَدَى أَيَادِيهِمْ كَفَيْضِ غَمَامِ 

مَجْدٌ عَلَى مَرِّ العُصُورِ مُخَلَّدٌ
لاَ يُحْصَى بِالقِرْطَاسِ وَ الأَقْلامِ 

مَعَ حَاضِرٍ وَ غَدٍ هُنَالِكَ مُشْرِقٌ 
تَرْعَاهُ عَينُ الْخَالِقِ الْعَلَّامِ 

أَطْلَالُ ( خَولَةَ ) لَا تَزَالُ حِكَايَةً
تُحْكَى مَدَى الأَيَّامِ وَالْأَعْوَامِ 

وَلِـ ( طَرْفَةَ ) البَكْرِيِّ ثَمَّ مَعَاهِدٌ 
بَينَ المُرُوجِ الْخُضْرِ وَ الآكَامِ 

وَكَذَا هُوَ ( الخَطِّيُّ ) شَاعِرُ عَصْرِهِ 
إِذْ أَنَّهُ عَلَمٌ مِنَ الْأَعْلَامِ 

مَعَ فِتْيَةٍ قَيْسِيَّةٍ بَلَغُوا الْعُلَا 
وَسَقَوْا غِرَاسَ الْعِلْمِ بِالْأَفْهَامِ 

كَانُوا كَبَحْرٍ بِالْمَعَارِفِ زَاخِرٍ 
مِنْ كُلِّ غِطْرِيفٍ وَ كُلِّ هُمَامِ 

وَ انْظُرْ إِلَى التَّارِيخِ وَ اقْرَأْ عَنْهُمُ
إِنْ شِئْتَ تَعْرِفُ مَقْصَدِيْ وَ مَرَامِيْ 

لَمَّا أَتَتْ كُتُبُ الَنَّبِيِّ مُحَمَّدٍ 
تَدْعُو بِلادَ الخَطِّ لِلْإِسْلامِ 

لَبَّوْا نِدَاءَ الْحَقِّ مُذْ أَنْ جَاءَهُمْ 
إِذْ أَنَّ هَذَا الدِّينَ دِينُ سَلامِ 

دِيْنُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى خَيرِ الوَرَى 
دِيْنٌ عَلَى كُلِّ الشَّرَائِعِ سَامِ 

وَ يَقُودُهُمْ ذُو الْحِلْمِ فِيهِمْ وَالنُّهَى
أَكْرِمْ بِهِ مِنْ قَائِدٍ مِقْدَامِ 

ذاَكَ المُلَقَّبُ بِـ (الأَشَجِّ) وَمَنْ حَوَى
أَسْمَى خِصَالِ النُّبْلِ وَ الإِكْرَامِ 

مُذْ أَسْلَمُوا عُرِفُوا بِصِدْقِ وَلَائِهمْ
لِلْعِتْرَة ِ الأَطْهَارِ خَيْرِ أَنَامِ 

وَالَوْا عَلِيّاً وَ الأَئِمَّةَ بَعْدَهُ
مَنْ ذِكْرُهُمْ يَشْفِي مِنَ الأَسْقَامِ 

مُسْتَمْسِكُونَ بِحَبْلِهِمْ حَبْلِ النَّجَا 
فِي كَلِّ حَالٍ بَلْ وَ كُلِّ دَوَامِ 

وَهُمُ الأُلَى رَبُّ السَّمَاءِ اخْتَارَهُمْ
حُجَجاً وَطَهَّرَهُمْ مِنَ الآثَامِ 

مِنْ نَبعَةِ الهَادِي البَشِيرِ مُحَمَّدٍ 
خَيرُ الخَلِيقَةِ سَادَةُ الْإِسْلاَمِ 

وَأَبُوهُمُ زَوجُ الْبتُولَةِ حَيْدَرٌ 
مَنْ فِي الْبَرِيَّةِ كَانَ خَيرَ إِمَامِ 

صِهْرُ النَّبِيِّ المُصْطَفَى وَوَصِيُّهُ 
وَمُبِيدُ جَيشِ الْبَغْـيِ بِالصَّمْصَامِ 

حَيثُ الشَّفَاعَةُ تُرتَجَى بِهِمُ إِذَا 
نُشِرَتْ صَحَائِفُنَا بِيَومِ زِحَامِ 

هَذِي سُطُورٌ مِنْ قَرِيحَةِ عَاشِقٍ
عَشِقَ القَطِيفَ وَ أَهْلَهَا بِهُيَامِ 

وَلِبَحْرِهَا الزَّخَّارِ دَوماً بِالعَطَا 
وَلِنَخْلِهَا مَعَ بَرِّهَا المُتَرَامِيْ

وَ الْمِسْكُ مِنْ ( دَارِينَ) مَشْمُولٌ بِهَا 
وَشَذَا الزُّهُورِ وَنَفْحَةُ الأَنْسَامِ 

جُزْءٌ مِنَ الوَطَنِ العَزِيزِ وَمَعْلَمٌ 
يَمْتَدُّ مِنْ (صَفْوَى) إِلَى ( الدَّمَّامِ )

يَكْفِيهِ فَخْراً فِي المَقَالَةِ أَنَّهُ 
اِبْنٌ لَهَا يُنْمَى إِلَى ( الآجَامِ )

مَهْدُ الْكِرَامِ رَعَتْكِ عَينُ اللهِ مِنْ 
جَوْرِ السِّنِينَ وَصَوْلَةِ الأَيَّامِ