آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 4:37 ص

«يا أبانا» قراءة تحليلية لقصيدة الشاعر علي المادح‎‎

علي شكري آل سيف

هذه قراءة تحليلية مختصرة لقصيدة «يا أبانا» للشاعر علي المادح، وهي القصيدة الفائزة بالمركز الأول عن مسابقة «عبود غفلة» لقسم الشعر الفصيح.

في مطلع القصيدة يخاطب الشاعرُ الإمام المنتَظر معبِّرًا عنه بالأب في تشبيه لطيف يرمي إلى أن ولي النعمة هو الأب الراعي لشيعته الرؤوف بهم العطوف عليهم.

يقول الشاعر: يا أبانا قد حُرمنا الملتقى.

عن لسان حال كل منتظِر تائق مشتاق لم يتسنَ له لقاء معشوقه الغائب.

ثم يقول: يا أبانا فاسقنا منك تقى.

في تعبير عن كون الحجة المهدي مصدر الألطاف الذي يؤمل منه العطاء ويرتجى لما حباه الله من حقائق الوجود وأفاض عليه من فرائد الشهود.

ثم يشير الشاعر إلى أن بُعدنا عن صاحب العصر لم يقتصر على البعد الحسي فقط بل تعدى ذلك إلى البعد المعنوي أيضا مما أدى إلى آثار وضعية مؤسفة ألمح لاثنين منها بقوله: مُنعت عنا السماء وحُرمنا كربلاء.

ثم يعود الشاعر ليؤكد على حقيقة الخسران في ظل «غيبتنا» عن مولانا متسائلا عن موعد الوصال بعد الفراق

حيث يقول: يا أبانا فمتى يوم اللقا.

ثم يستعرض الشاعر ما آل إليه الحال في هذه الأعصر مستذكرا وصية الحكماء الخالدة النافعة في كل زمان

حيث يقول:

قد أصم الناس صوت الشهوات
من لسان القلب خذ ذاك وهات
فاتخذ رشدك من قبل الممات
فدواء القلب صمت في أناة
قل لقلب حاد عن ميزانه
قد أضاع العمر في عصيانه
فابتغي خير العمل
قبل أن يأتي الأجل
عد إلى الله فمن تاه شقى.

ثم يعرج الشاعر على علاقة المؤمن مع إمامه قائلا:

ليس لي كهف من الدنيا سواه
لا يرى الخالق إلا من يراه
جل رب الكون للثأر اصطفاه
من صراط الله تمتد يداه
يا إلهي رأفة بالعالق
جاء يسعى بفؤاد صادق
مثل أصحاب الرقيم
قادني الشوق العظيم
لإمام من بني طه بقى.

ثم يناجي الشاعر الإمام مع بيان كونه العلة الغائية التي لولاها لماجت الأرض بأهلها كما يموج البحر بأهله، فيقول:

قم ونادي الناس في صوت الأذان
يا أمان الناس قم ضاع الأمان
ذي بني مرجانة لم تترك مكان
قد تمادت بصنوف الافتنان
حاربونا وعلى أمر قُدر
ذي عدانا كالجراد المنتشر
قم إليهم وانتقم
مثلما السيل العرم.

ثم يقول: وعد ربي وإلهي صدقا.

منبها على أن صاحب العصر والزمان هو الوعد الإلهي الذي لا يتخلف.

وقبل الختام يؤكد الشاعر على حقيقة وجودية تتمثل في غلبة الحق على الباطل وانتصار الخير على الشر حيث سيتجسد ذلك عيانا على يد صاحب الأمر وارث الأنبياء والأوصياء وخاتمة الحجج الإلهية، فيقول:

أين من ينقذ بالعدل الملا
أين من يأخذ ثارات الألى
من هجوم الدار أو من كربلا
قم إلى الناس فقد عمَّ البلا.

ثم يختم الشاعر بحديث خلوة الحبيب الذي أخذه غرام المحبوب فما هدأت نار قلبه أبدا، فيقول:

يا إمامي فار تنور الهوى
أبرضوى يا ترى أم ذي طوى
جئت سعيا للمرام
حيث ركن ومقام
قمري للبرايا اتسقا.

والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على خير خليقته محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين.