زهراء الضامن.. كفيفة موهوبة تضاهي المبصرين «فيديو»
- حصلت على ماجستير الإعلام وكانت أول خريجة في مرحلة البكالوريوس.
- تجيد الرسم والنحت على الخزف والتعليق الصوتي.
- وتقول إن الأشخاص ذوي الإعاقة يحتاجون للدعم وليس الشفقة.
ضربت الشابة الكفيفة زهراء الضامن أجمل الصور في قوة الإرادة والتحدي في سبيل تحقيق حلمها بالحصول على شهادة الماجستير في الإعلام.
الشابة الضامن، كفيفة منذ الطفولة، إلا أن الإعاقة لم تمنعها من أن تسجل اسمها كأول خريجة في المملكة لقسم الإعلام من جامعة الملك سعود بالرياض لمرحلة البكالوريوس، ما أهلها لاحقا لدراسة الماجستير لتتخرج بنجاح مطلع العام 2022.
بعباءة التخرج السوداء والمطرزة بالأخضر سردت الضامن قصتها لصحيفة جهينة الإخبارية والصعوبات التي واجهتها في طفولتها لعدم وجود مدارس تقبل المكفوفين في المنطقة وصعوبة الانتقال للمدارس البعيدة في جدة أو الرياض بحكم صغر سنها.
وتضيف درست في البداية في معهد النور بالأحساء وبعد إقرار مشروع الدمج تم ترشيحي لأكون من ضمن الطالبات في مدارس الدمج الجزئي في مدارس الدمج ودرست من الصف الثالث الابتدائي حتى السادس ”كنا في فصول خاصة في مدرسة عامة“.
وتتابع الضامن التي تهوى تربية الحيوانات ولاسيما القطط "بعد تطبيق الدمج الكلي في سيهات أصبحنا نأخذ الدروس مع باقي الطالبات.
وعن التحاقها بجامعة الملك سعود تصمت الضامن لحظات، وتتابع كان حلمي أن أدخل قسم الإعلام وواجهتُ الرفض بداية، لكوني ”كفيفة“ مضيفة: بعد التواصل ومحاولات إقناع إدارة القسم على مدى 3 شهور، تم قبولي لأصبح بعد تخرجي أول خريجة كفيفة في تخصص“إعلام مرئي ومسموع ”من جامعة الملك سعود.
وقالت وهي بجانب أختها التي تعتبرها بمثابة صديقتها: بعد التجربة الناجحة في مرحلة البكالوريوس والتي لاقت ثناء الإدارة وإعجابهم، لم أجد صعوبة في القبول في مرحلة الماجستير، فكنت استخدم جهاز ”قارئ الشاشة“ للبرامج الإلكترونية ووظفته في الدراسة.
وعبرت عن سعادتها بتحقيق الإنجاز في الحصول على شهادة الماجستير بقولها " إن خبر النجاح يمثل فرحة كبيرة، مشددة بأن نجاح تجربتها في قسم الإعلام رغم أنها كفيفة، وبحكم أنها التجربة الأولى، كانت أقوى من النجاح ذاته، وإيصال رسالة للآخرين أن توقعاتهم مختلفة وأن ما وصلت إليه مختلف.
وعن رسالة الماجستير تنوّه الضامن التي تطمح لإكمال دراستها وتحقيق الدكتوراه: لم أخبر المشرف على رسالتي بأنني كفيفة ولم أطلب معاملة خاصة، وبعدما عرف لاحقا عن وضعي تأثر كثيرا واعترف بأنه كان يختبرني ويضعني تحت ضغوط لمعرفة صبري، معربا عن شعوره بالفخر بتعامله مع طالبة كفيفة.
وتتمنى الضامن التي تجيد التنوع الصوتي وسبق أن فازت لمرتين بجائزة أجمل صوت، أن تكون هناك أبواب مفتوحة للعمل بالإضافة إلى جهات من شأنها تطوير الشخص الكفيف.
وقالت إنها تتطلع إلى أن يكون المجتمع واعيا في بتعامله مع ذوي الإعاقة، مضيفة القول ”نحتاج للدعم وليس الشفقة“.
وذكرت الشابة التي تهوى القراءة والكتابة أن رسالة الماجستير كانت بعنوان: ”اتجاهات المراهقين نحو استخدام يوتيوب في المجتمع السعودي“. وهدفت الدراسة إلى رصد اتجاهات المراهقين ودوافعهم نحو استخدام يوتيوب، ومدى إدراكهم لتأثيره عليهم نتيجة تعرضهم له.
وأوصت بضرورة تفعيل دور الإرشاد التوعوي في المؤسسات التعليمية من خلال الأنشطة والندوات والحملات الإعلامية للحث على استخدام برامج التواصل الاجتماعي بصورة إيجابية وهادفة.
الضامن التي تجيد الفنون التشكيلية ولاسيما الرسم والنحت على الخزف، تؤكد بأن " المكفوف شخص عادي ويحتاج إلى دعم ومساندة في بعض الأمور، والمكفوف له كيان وقادر على الوصول إلى هدفه.