آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

فكِّري وفكِّر قبل أن ترسلها!

شبَّان وشابَّات يضعون في وسائطِ التَّواصل الاجتماعيّ موادًّا رديئةً عن أنفسهم، لو فكَّروا مرَّةً واحدةً لم يضعوها! وسوف يأتي يوم عندما يشيبون أو يعقلون يبكونَ على ذلك القرار، ولن ينفعَ الندم. في الحكمةِ القديمة يقال: ”الكلمةُ أسيرةُ الرجل فإذا تكلَّم بها صارَ في وثاقها“. أما اليوم، فالصمت يشمل الامتناعَ عن مشاركةِ المقاطعِ والصور المشينة والكلام البذيء في الفضاءِ الخارجيّ من الرَّجل والمرأة.

بعضُ الأشياءِ لها ”خصوصيّة“، يعني ذلك أن لها أهميَّة تميِّزها عن غيرها، لا نشاركها إلا من نحب دون سواه ويتعين علينا أن نكون حذرين في نشرها وعدم السَّماح لأيّ شخصٍ أن يراها. لذلك، تمهَّل وفكِّر ألفَ مرَّة في من يمكنهم رؤيةَ المقاطع والصور والكلمات قبل أن تدعس زرّ الإرسال وتندم!

هل تعرف إلى أينَ تصل ولمن تصل الكلمات والمقاطع المصورة من هاتفك المحمول أو جهاز الحاسوب؟ وما هي النتائج التي قد تحصل بعد أن ترسل؟ نعم، الكلمات والمقاطع المصورة تصل كلَّ أطراف الأرضِ المعمورة في لحظات، ومن عنده هاتف محمول يستطيع أن يرى الصورةَ ويقرأ الكلمة. ثلاثةُ احتمالات بعد ذلك: لا شيء يحدث، شيء عظيم أو شيء سيء قد يحصل. كسبَ الكثير من النَّاس المالَ وحصلوا على الشهرة وخسرَ آخرون وظائفهم ومكانتهم الاجتماعيَّة وتعرضوا لعقاب بسبب مقاطع تعتبر غير مقبولة.

الأخطر في الاحتمالات هو تحوير الصور والمقاطع إلى مشاهدَ سيِّئة بغرض ابتزاز المالِ والعِرض، ما يدفع لكثيرٍ من حالاتِ الانتحار. فقد نشر حديثًا خبر انتحار فتاة من إحدى الدِّول العربيَّة بعدما تعرضت لابتزاز بصور مفبركة، وتشويه سمعتها من قبل شابين ما دفعها لإنهاءِ حياتها، هذه حادثةٌ من حوادث تحصل كلَّ يوم!

لا تستغرب إذا كان من تبحث عن وظيفةٍ عنده أو طلبتَ منه إبنته للزواج والباحثون عن الأسرار يتتبعون الفضاء الإلكتروني ويستقصونَ عنك. إذًا، أفضل نصيحة هي: أعمل عقلكَ وفكِّر مرَّة.. فكِّر مرَّتين.. فكِّر ثلاث مرَّات قبل أن تَدعس على ذلك الزر. يمكنك أن تتنصلَ من الكلمةِ وتنكرها، إلا هذه الرَّسائل والمقاطع فإنك لا تستطيع أن تتملصَ منها بعد أن ترسلها إلى فضاءٍ فيه مليارات المستقبلين!

جزءٌ من الثانية ندعس فيه على زرّ الإرسال وبعدها تنطلق المادةُ في الفضاءِ اللامحدود وتبقى تبعاتها المفرحة أو المحزنة، ما يستدعي التفكيرَ الجيِّد والمتناسب مع خطورة تلك المادة قبل إرسالها. في هذه الفترة من الزمن نشأت المجموعات التي تتواصل فيما بينها إلكترونيا، وهذا شيء جيد، لكن إذا كنت في عدَّة مجموعات وأرسلتَ مادةً ثم أرسلها بقية الأعضاء إلى آخرين في مجموعاتٍ أخرى، فإن الأعداد التي سوف تصلهم المادة، أعداد مخيفة، منهم من تعرف ومن لا تعرف ويمكن بسهولة الرجوع إلى المرسلِ الأول وهو أنت. هنا أيضًا، حكَّ رأسكَ ثم فكِّر قبل أن ترسل!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
ابو حسام القطري
[ القطيف ]: 24 / 1 / 2022م - 2:24 م
احسنت ابا على
للاسف انتشار هذة الظاهرة بشكل واسع يشجع على ثقافة التفاهات من اجل شهرة او مال
مستشار أعلى هندسة بترول