الطلاب الذين يعانون من مشاكل في الانتباه أكثرعرضة للغش في الاختبارات
الكثير من الطلاب لا يحصلون على تقييم ماإذا لديهم اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركةولذلك لا يستفيدون من المساعدة التي يحصلعليه المشخصون بهذا الاضطراب
18 يناير 2022
بقلم جيف جرابماير
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 21 لسنة 2022
Students with attention problems more likely to cheat
Many don’t get ADHD diagnosis that could lead to help
Jan 18,2022
Jeff Grabmeier
بينت دراسة جديدة أن طلاب المدارس الثانوية الذين يواجهون صعوبة في إيلاء الانتباه في الصف الدراسي هم أكثر احتمالًا للاعتراف بالغش في الاختبارات..
وجد الباحثون أن عدم الانتباه أدى إلى فرط الحركة لدى الطلاب، وكل من عدم الانتباه وفرط الحركة يساهم في مستويات عليا من الغش.
قال إريك أنديرمان Eric Anderman، المؤلف الرئيس للدراسة وبرفسور علم النفس التربوي في جامعة ولاية أوهايو، إن هذه المسألة مهمة لأن الكثير من الطلاب الذين يعانون من مشاكل في الانتباه لا يحصلون على تشخيص رسمي «من طبيب مختص» على أن لديهم اضطرابات، كاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD.
يحصل الطلاب المشخصون باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على الكثير من برامج الدعم والمساعدة في المدرسة، لكن الكثير من الأطفال الآخرين الذين يعانون من مشاكل في الانتباه لا يُهتم بهم ولا يحسب لهم حساب، ”كما قال أنديرمان.“ لا يحصلون على المساعدة التي يحتاجون إليها والتي يمكن أن تساعدهم على تحسين أدائهم في المدرسة وتجنب الغش في الاختبارات. "
أجرى أنديرمان الدراسة مع ريتشارد غيلمان Richard Gilman من منظمة تيرس ميتركس للصحة Terrace Metrics وطالب الدكتوراه ليو شينغفوي Xingfeiyue Liu، وباحث ما بعد الدكتورا سيونغ يون ها Seung Yon Ha، وكلاهما في كلية التربية والتعليم في جامعة ولاية أوهايو. نُشرت نتائج هذه الدراسة مؤخرًا في مجلة علم النفس في المدارس [1] .
درس الباحثون 855 مراهقًا من ثلاث مدارس عامة في الغرب الأوسط الأمريكي، ومدرستين من الضواحي ومدرسة واحدة من الريف. جمعت البيانات مرتين من الطلاب، بفارق عام واحد بينهما.
أكمل الطلاب قياس عدم الانتباه الموحد، حيث طلب منهم تقييم مدى شعورهم بأنهم يواجهون صعوبة في الانتباه للمدرس، ومدى نسيانهم وما إذا كان لديهم فترة انتباه قصيرة، وأسئلة من هذا القبيل.
تم تقييم مستوي فرط نشاط الطلاب من ردودهم على أسئلة مثل ما إذا كانوا يواجهون صعوبة في الجلوس مستقرين في مقاعدهم «لا يتحركون» وما إذا كانوا يتناقشون مع زملاء آخرين لهم في الصف.
لتقييم مدى الغش، صنف الطلاب مدى صحة قولهم إنهم استخدموا أوراق غش في الاختبارات، وما إذا نسخوا الإجابات على أسئلة الامتحانات من طلاب آخرين، وما هنالك من عبارات من هذا القبيل.
بينت النتائج أن الطلاب الذين لديهم مستويات عالية من عدم الانتباه أبلغوا عن مستويات عالية من فرط الحركة، والطلاب الذين كانوا أكثر حركةً أبلغوا عن معدل غش مرتفع.
فرط الحركة في حد ذاته لم يُقرن بمزيد من غش.
”عدم الانتباه هو الدافع هنا، ويُعتبر المشكلة التي تؤدي إلى مشاكل في الصف الدراسي“. ”الطالب لا يولي انتباهه، لذلك يتحرك من مقعده ويتجول في الصف من مكان إلى آخر مهدرًا وقته، وعندما تضع هاتين العادتين معًا [عدم الانتباه وفرط الحركة]، تصبح تركيبة مثالية أكثر للغش.“
مع أن الدراسة أخذت في الاعتبار مجموعة متنوعة من العوامل الأخرى التي رُبطت بالغش، بما فيها الاكتئاب، وصعوبات التعلم [2] والجندر والعرق والمعدل التراكمي «GPA» وما إذا كان الطلاب مؤهلين للحصول على خدمات التعليم الخاص[3] - إلّا أن عدم الانتباه لا يزال يمثل عاملًا مرتبطًا بالغش.
بالإضافة إلى ذلك، نظر الباحثون أيضًا في مدى اخلال الطلاب بالنظام [المشاغبة والفوضى] في الصف. بناءً على تقارير زملائهم. إلّا أن ذلك لم يكن العامل الذي يؤثر في الغش.
”بمجرد أن يؤخذ عدم الانتباه وفرط الحركة في الاعتبار، وجدنا أن الاخلال بالنظام في الصف لم يكن له ارتباط بالغش.“ وليس هو الدافع وراء سلوكيات الغش، " كما قال أنديرمان.
عمومًا المعدلات المقبولة لنسبة الطلاب الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة هي ما بين 7-9٪ من الطلاب ممن تبلغ أعمارهم بين 17 عامًا أو أقل. ولكن تشير الدراسات أن ما يصل إلى ثلاثة أضعاف عدد هؤلاء الطلاب المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يعانون من مشاكل الانتباه أو من مشاكل فرط الحركة، ولكن إما لا يستوفون معايير التشخيص المطلوبة لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أو لم يتم تقييمهم مطلقًا بعد.
هذا لا يعني أنهم لا يحتاجون إلى مساعدة، كما قال أندرمان، ”هناك الكثير من البرامج القائمة على الأدلة التي يمكن أن تساعد هؤلاء الطلاب الذين يعانون من مشاكل في الانتباه على تعلم التنظيم الذاتي[4] ، حتى يعرفوا كيف يكونون متعلمين“. ”إن أمكنهم الاستفادة من هذه البرامج، يمكنهم التعلم في الصف الدراسي ولن يضطروا بعد ذلك للغش. إذ العائق الذي يحول دون تعلم هؤلاء الطلاب هو معاناتهم من مشاكل في الانتباه الذي لا يتمكنون من التخلص منه“.