آخر تحديث: 20 / 5 / 2024م - 4:54 م

سيارات ملوثة؟ دراسة تكشف عن مثبطات اللهب داخل بعض المركبات

جهات الإخبارية

كشفت دراسة حديثة نُشرت في مجلة العلوم البيئية والتكنولوجيا عن وجود تلوث بمثبطات اللهب داخل كابينة بعض موديلات عام 2015 أو السيارات الأحدث في الولايات المتحدة.

ووفقًا للدراسة، فإن هذه المواد الكيميائية الضارة، والتي تُستخدم عادةً لمنع اشتعال المركبات، قد تُسبب مخاوف صحية خطيرة، بما في ذلك القضايا العصبية، واضطراب الهرمونات، والوفاة المرتبطة بالسرطان.

تركيزات مرتفعة في الصيف

أجرى الباحثون من جامعة ديوك ومعهد سياسة العلوم الخضراء دراسة شملت 101 مواطن أمريكي يمتلكون سيارة موديل عام 2015 أو أحدث. حيث قاموا بتعليق عينات سلبية من السيليكون على مرآة الرؤية الخلفية للسيارات لمدة سبعة أيام لقياس مستويات مثبطات اللهب في الهواء.

ووجدت الدراسة أن مستويات مثبطات اللهب داخل كابينة المركبات كانت أعلى مرتين إلى خمس مرات في الصيف مقارنة بالشتاء.

مصادر التلوث

أشارت الدكتورة هيذر إم ستابلتون، من كلية نيكولاس للبيئة في جامعة كاليفورنيا، إلى أن الأجزاء الداخلية للسيارة، وخاصة تلك المصنوعة من البلاستيك، مثل الرغوة الموجودة في بطانة السقف الداخلي، والمقاعد، والإلكترونيات الموجودة في لوحات القيادة، هي مصدر محتمل لهذه المواد الكيميائية.

مثبطات اللهب الشائعة

من بين مثبطات اللهب التي تم اكتشافها بشكل متكرر في الدراسة، كان لفوسفات تريس ”1 - كلورو - آيزوبروبيل“ ”TCIPP“ أعلى تركيز، حيث تم العثور عليه في 99% من العينات.

كما وجدت الدراسة أن TCIPP هو مثبط الحريق السائد الذي تم اكتشافه في رغوة مقاعد السيارة، ويرتبط وجوده بارتفاع تركيزات عينات الهواء داخل الكابينة.

تأثير درجات الحرارة

أظهرت الدراسة أن تركيزات مثبطات اللهب داخل كابينة المركبات كانت أعلى في الصيف مقارنة بالشتاء.

ويرجح الباحثون أن ذلك يرجع إلى ارتفاع درجات الحرارة، التي تؤدي إلى زيادة تحرير هذه المواد الكيميائية من المواد البلاستيكية.

دعوة لمزيد من الأبحاث

تُعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تقيس مستويات مثبطات اللهب داخل كابينة السيارات. وتدعو النتائج إلى إجراء المزيد من الأبحاث لفهم المخاطر الصحية لهذه المواد الكيميائية وتحديد الحلول لتقليل التعرض لها.

مخاوف صحية

تأتي هذه الدراسة وسط مخاوف متزايدة بشأن المخاطر الصحية لمثبطات اللهب. وقد ربطت الدراسات السابقة التعرض لهذه المواد الكيميائية بمجموعة من المشكلات الصحية، بما في ذلك:

- القضايا العصبية: مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ”ADHD“ وصعوبات التعلم.

- اضطراب الهرمونات: مثل مشاكل الغدة الدرقية واختلال التوازن الهرموني عند النساء.

- السرطان: بعض مثبطات اللهب تُصنف على أنها مسببة للسرطان من قبل الوكالة الدولية لبحوث السرطان ”IARC“.

اتخاذ إجراءات

تدعو الدراسة إلى اتخاذ إجراءات لمعالجة مشكلة تلوث مثبطات اللهب داخل السيارات. وتشمل هذه الإجراءات:

- تطوير مواد بديلة: تطوير مواد بديلة لمثبطات اللهب لا تشكل مخاطر صحية.

- وضع معايير أكثر صرامة: وضع معايير أكثر صرامة للحد من استخدام مثبطات اللهب في تصنيع السيارات.

- تثقيف المستهلكين: تثقيف المستهلكين بمخاطر مثبطات اللهب وتقديم إرشادات حول كيفية تقليل التعرض لها.