آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 5:03 م
انقلاب الميزان
أ. ا. - الجش - 22/08/2012م
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي تكمن في زوجتي ومنذ زواجنا «تقليدي» الذي جعلني أعقد عليها دون رؤيتها - وليس المهم رؤيتها - ولا معرفة مستوى تفكيرها ونظرتها الحقيقية وأهدافها وما إلى ذلك.. طبعاً لم أكن أرغب بتلك الطريقة ولا أرضى بها،، ولكن ظروف عدة أجبرتني على القبول بها منها سياسة الأمر الواقع من الأهل لظنهم أنني بهذه الطريقة سأتجاوز حالتي النفسية السيئة جداً بسبب فشل مشروع زواج سابق...

ومنذ العقد جلست معها لأتحاور وتتعرف علي وأتعرف عليها.. وتفاجأت لضحالة تفكيرها، ولكن كنت مقتنعا داخلي أنني قد أستطيع تغييرها، وقد تكون بسبب مفاجأة أول لقاء..

دارت الأيام وتم الزواج وبعد الزواج اكتشفت مشكلة عميقة.. أنها تريدني كصديق أو ربما كأخ.. تكره العلاقة الزوجية، وقد لا تكون تكرهها بل لا تفضلها كي لا أبالغ.. واحيانا تصيبني بشعور عارم بالغضب لأنها تتودد لي ونبدأ بالمداعبات وتستمتع بذلك.. وما أن أصل لمرحلة الهيجان وأستعد لبدء علاقة كاملة، تصدني وتقول أنها لا ترغب بذلك

حاولت بعد فترة من الزواج أن أحدثها وأن أستخرج ما بداخلها بهدوء وبمحبة وقلت لها انني معها لأساعدها ولأتفهم رغباتها ومستعد للتعايش مع أي مشكلة تعيشها فقط أريد أن أفهم ماذا تحس وماذا تريد ولماذا ترفض أو تكره العلاقة الكاملة؟ فأجابت بالنفي وأنها طبيعية

المهم أنني بدأت خلال السنة الأولى بالضجر منها لكنني كنت متوسط التذمر.. أي بعض الأحيان كنت أبين انزعاجي وبعض الأحيان أتغاضى..

وتصل فترة عدم إقامة العلاقة أحيانا إلى شهر وأحيانا إلى شهرين، وفي السنة الثالثة وصلت إلى أربعة أشهر

وخلال خمس سنوات من عمر الزواج أنجبت طفلتين

وبسبب انزعاجي من الوضع غير السوي بيننا بدأت أبحث عن حل ولم أرى حلا أفضل من الزواج الثاني، لأنها كانت ترفض الحلول الشخصية التي تنبع من عندها..

وعندما علمت بذلك.. أخذت ابنتاي معها وذهبت لبيت أهلها وترفض أن تكلمني أو أن أراها لمدة تزيد عن السنة الآن..

وحاولت الاتصال بأبيها «يتيمة الأم» فرفض التفاهم معي بأي شيء متحججا بأنه لا يريد التدخل..

وأرسلت لي مؤخراً رسالة أنها لكي تعود تشترط أن أعمل عملا له راتب مرتفع وتريد شقة جديدة.. وبعد ذلك تفكر «لن ترجع بل تفكر إن كانت تريد الرجوع» وترفض أي كلام قبل توفير هذين الشرطين.

المشكلة أنها تنشر عني كلاماً غير صحيح بين أهلها وتبين لهم أنني في غاية الفساد والبخل، ولا أريد أن أدخل في مسألة الدفاع عن نفسي في شيء غير موجود أصلا.

والمشكلة الأخرى: أنها لا تفهم أبدا كيف تدار الحياة الزوجية والعملية، لا تفهم إلا لغة أريد، أعطني، وأي شيء لا أوفره تعتبره تقصيرا مني، دون أي اعتبارات للمستقبل القريب أو البعيد أو أي وزن للاحتياجات الأخرى.

ماذا أفعل معها؟ فكرت أن أقيم عليها دعوى بالمحكمة لأجبرها على العودة لبيت الزوجية، ومنعها من حرماني من بناتي، لكن أرى المسألة ستتعقد أكثر.

هل أنساها؟ هل أسحب بناتي منها وأجبرها إن أرادت رؤيتهم أن تأتي بنفسها لبيت أهلي لرؤيتهم؟

هل أضحي بها وببناتي وأتزوج ولا ألقي لها بالا إلى أن تطلب هي وضع حد لما بيننا من رجوع أو فراق؟

مع العلم أن وضعي المادي أقل من المتوسط.

وأنا خطبت امرأة أخرى وبانتظار تحسن الوضع المادي للزواج بها.
الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المشاكل الاسرية هي من ملازمات الحياة فكما ان في العمل مشاكل وفي الصداقة مشاكل كذلك في الحياة الاسرية، مع الزوجة وغدا مع الاولاد.

والمشاكل تتفاوت بين اسرة واخرى، ولكن الزوج يفترض فيه ان يكون الاقدر على حل المشاكل اوتجاوزها. وكان بإمكانك الصبر عليها والتعايش معها رغم ماوصفته من الحال التي كنتما عليه.

وعلى اي حال:

اولا: مازالت الامور تحت السيطرة واعتقد انك قادر على الحل، واول خطوة قمت بها ان استشرت وهذا امر ضروري فماخاب من استشار، واعقل الناس من جمع عقول الناس الى عقله، فليس عيبا ان تأخذ رأيا من الآخرين، وهذا امر صحي جدا.

ثانيا: حبذا لو تشرك آخرين من اهلها ممن هو صاحب رأي ومشورة، ومحترم بينهم، يسمعون كلامه.

ثالثا: لابد من اعطاء فرصة اكثر للحوار بينكما، ولاتستعجل الامور فتحلى بالصبر واعط الزمن فرصة، لان الزمن يحل الكثير من المشاكل ايضا.

رابعا: تريث في الزواج الثاني، لكي لايكون مبررا للهروب من حل المشكلة، وربما جلب لك تبعات لم تحسب لها حسابا.

خامسا: لايبدو ان المشكلة الجنسية هي الاساس في تطور الامور بينكما، فهناك الكثير من النساء ليس عندهن الرغبة الجانحة للجنس، ومع ذلك يتعايش الطرفان ويتجاوزان ذلك باهتمامات اخرى كالحب والعطف والحنان والمودة والاحترام، فالحياة الاسرية ليست فقط جنس، وربما امكن علاج ذلك بالرجوع الى طبيب اوطبيبة مختصة ايضا لمزيد من الاطمئنان.

سادسا: لابد من اعطاء اهتماما اكثر واولوية في مستقبل الابناء في اي تفكير في تطوير العلاقة سلبا او ايجابا.

سابعا: ابدأ الان بالعودة اليها بالتعبير عن رغبتك فيها، ه وعن حبك لها، لكي تفتح قلبها لتقبل الحلول وتتجاوب معك في الحوار، ولو انك قررت انك فعلا لاتستطيع الاستغناء عنها، وانها ام اولادك وانك تحبها ونظرت الى ايجابياتها واغمضت عينك عن سلبياتها لتغيرت الكثيرمن الامور العالقة بينكما.

ولاتفكر في الطلاق قدر الامكان.

يسر الله لك الامور ووفقك لتحمل المسؤولية، فالزواج مسؤولية كبيرة فيه الراحة وفيه التعب، ويوم لك ويوم عليك.

وفقك الله لكل خير

الأخصائية الاجتماعية مريم العيد