آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

صاحبي وتويتر

المهندس هلال حسن الوحيد *

برنامج التواصل الاجتماعي، تويتر من البرامج التي قل نظيرها في الزيادة المستمرة في عدد مستخدميه وعدد مرات استخدامه في اليوم من المشاركين فيه والذين هم مئات الملايين من مختلف الأعمار والجنس واللغات. يوصل تويتر أفكاراً في رسالة قصيرة قد تكون مهمةً لذلك العدد من الناس، وقد تصل الرسالة لمن لا يستخدم تويتر لدرجة أنها تقوم بتكوين رأي اجتماعي أو ضغط سياسي في بعض المرات أو فقط ناس تشتم ناس. في تويتر يتابع ما يقرب مائة مليون كلاً من المغنيين Kate Perry و Justin Bieber وعشرات الملايين للدكتور العريفي.

لم أحظَ بالاشتراك في هذا البرنامج ومن ثم التغريد فيه فليس لدي صوت صدَّاح يصلح للتغريد ويرتاح لسماعهِ الكثير أو رمزٌ قبل أسمي يشير إلى أنني ممن يقولُ ما يفيد في السياسة أو الاقتصاد أو العلوم أو الأدب وما شاببها من المجالات المهمة أو مجرد زعطوط من أهل الفن الهابط فيكون لدي الافٌ من المتابعين والمتابعات.

كما أن المكان الذي أكتب فيه لا يشجعني على إتقان الحكمة المتعالية وفك رموز الطبيعة وأسرارها في جمل قصيرة، فمن خلفي ستارةٌ وراءها جدار داكن ونباتات أحرقها الصيف فأنَّا لشجرةٍ تنبتُ في الصحراء أن تعطيَ ثمرة، ولو تبدل ذلك المنظر وصار من خلفي سواقي وأنهار وأشعة شمسٍ ضعيفة وضجيجُ أمواجِ البحر كان باستطاعتي منافسة أجمل الطيور في تغريدها. أضف إلى ذلك إمكانية اختراق حسابي وكتابة ما لم أكتب أو قول ما لم أقل وليس لي القدرة على معرفة من قام باختراقه وإنكار ذلك قد لا يجدي نفعاً.

لدي بعض الاصدقاء ممن يستخدمون تويتر وسألت أحدهم ذات مرة وكان قد ترك العمل في سنينَ مبكرة وأخذ في السهر حتى الصباح ماذا يفعل؟ فقال إنه يغرد ويقرأ تغريدات. قلت له وهل لك متابعون؟ قال نعم وهم بالعشرات ومنهم فتيات في الخليج والمغرب العربي.

ذكر لي أحد تغريداته وهي كالتالي:

ناس تلف الدنيا وناس تلف ورق عنب

طبعاً، لم استطع التعليق عليها لأنها قد تكون أعمق مما يبدو فسألته إن كان أحد قرأها، فقال نعم، بكل تأكيد والبعض أُعجب بها.

عندما أنضم لمستخدمي تويتر، ستكون أول تغريداتي:

كيف أكتبُ وأنا جسم بلا روح
إن كنتَ طيراً فغرد
أما أنا فغداً سأغرد

﴿وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَىٰ آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَىٰ أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

مستشار أعلى هندسة بترول