آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

بالصور.. حفل تأبين ”شيخ المؤرخين“ يضج بالشعر والأدب والحضور

جهات الإخبارية عبدالله الياسين - الأحساء

أقيم في مجلس القطان بحي الأندلس بمدينة المبرز الذي امتلأ المكان بالنخب الفكرية والأدبية والعلمية والوجهاء من داخل الأحساء وخارجها، حفل تأبين ”شيخ المؤرخين“ المرحوم الشيخ جواد بن حسين الرمضان، مساء يوم الجمعة.

وابتدأ حفل التأبين بآيات من القرآن الكريم تلاها القارئ علي الممتن، ثم قدم السيد هاشم الشخص سيرة مختصرة لحياة المرحوم ومؤلفاته واصفاً إياه بالزميل والأستاذ القديم الذي صحبه لأكثر من“ 40“ سنة، حيث شاركه البحث في سير وتراجم العلماء والأدباء، وأن المرحوم صرف عمره في خدمة وطنه ببحوثه في التراث، وكان بارعاً متضلعاً في تخصصه ومنصفاً موضوعياً يقبل بالنقد ويذعن للحق إذا اتضح له، واستفدت منه ونقلت عنه كثيراً في كتاب ”أعلام هجر“.

وأضاف ”الشخص“ لحديثه أن المرحوم من أسرة عريقة في العلم والأدب فكان رحمه الله أديباً باحثاً مؤرخاً متخصصاً في تاريخ وتراجم أعلام الأحساء وعموم منطقة البحرين، ولد في مدينة الهفوف عام 1358 هـ ، وتنقل منذ صغره بين الأحساء والبحرين والعراق وسوريا، واستقر به المطاف في الأحساء إلى حين وفاته في 27 - 10 - 1439 هـ .

وأعرب أنه له مؤلفات عديدة مثل كتاب ”الأحسائيات في المدائح والمراثي“، وكتاب ”معجم أعلام الأحساء في العلم والأدب“، وكتاب ”إسناد المغانم في تراجم آل أبي المكارم“، وكتاب ”صحيح الأثر في أعلام هجر“، وكتاب ”قلائد الجمان في تراجم علماء وأدباء آل رمضان“، وكتاب ”الكشكول“، وكتاب ”معجم أعلام الخليج“، وكتاب ”مطلع البدرين في تراجم علماء وأدباء الأحساء والقطيف والبحرين“.

ونصح ”الشخص“ اللجنة الموكلة بتراث المرحوم بطباعة الأجزاء المخطوطة من كتبه ليستفاد منها أيما استفادة.

واعتبر الأديب الكبير خليل الفزيع في كلمته بأن المرحوم الشيخ جواد الرمضان علم من أعلام الحركة الثقافية الهجرية في العصر الحديث وهو من الباحثين الجادين النادرين والرواد، فقد حفظ للأحساء تراثها التاريخي وللخليج إرثه الثقافي في ظروف صعبة، وكان الراحل من أنشط أعضاء مجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية في بداية تأسيسه،

وكان مجلسه الأسبوعي منتدىً حقيقياً للمثقفين يرتاده الكثير من مثقفي الأحساء وغيرها ممن يحرصون على الإستفادة من عمق علمه وسعة اطلاعه.

هذا وألقيت العديد من القصائد الشعرية لكلٍ من الشاعر أحمد الرمضان، والشاعر أحمد اللويم، والسيد هاشم الشخص.

وتحدث الكاتب والباحث سلمان الحجي الذي رافق المرحوم في جلساته العامة والخاصة واستلهم منه منهج تدوين التاريخ الشفهي، بأن المرحوم كان منذ ”الحادية عشر“ من عمره يحرص على شراء الكتب، ومع مرورالأيام وخلال رحلاته توسع في القراءة، وكانت لديه ذاكرة قوية، وتميز بالمداراة والحفاظ على الوحدة الوطنية ودرء الفتنة قبل وقوعها، وشجع الشباب على الكتابة والبحث والتدوين، وكان سخيا في إعطاء وتأكيد المعلومات للباحثين والمؤرخين وأصحاب الدراسات العليا.

وتوج الحفل بقصيدة رثائية ”دموعٌ على خارطة الأحساء“ للشاعر الكبير جاسم الصحيح منها هذه الأبيات:

يا «مَطْلَعَ البَدْرَيْنِ» إِنَّ يدَ الرَّدى

لم تُبقِ لـ «لبَدْرَيْنِ» بَعْدَكَ «مَطْلَعَا»!

كَتَبَ القضاءُ بيانَ مَوتِكَ إنَّما

أنا ما أتيتُ على البيانِ مُوَقِّعا

مَنْ ذا سيُقنِعُني بأنَّ فصيلةً

للطيرِ تنقرضُ انقراضًا أَجْمَعَا؟!

مَنْ ذا سيُقنِعُني بأنَّ حديقةَ

الزَمَنِ الجميلِ غَدَتْ خرابًا بلقعا؟!

يا حامليهِ على متونِ وفائِكُمْ

نعشًا إلى حضنِ الخلودِ مُشَيَّعَا

لا تسلكوا درب «الخَدُودِ» فربَّما

حَنَّتْ وأجهشَ ماؤها وتفجَّعا

وتَجَنَّبُوا طُرُقَ الحقولِ فلو دَرَتْ

لانحلَّ أخضرُ عُمْرِهَا وتَخَلَّعَا

يا أطلسَ «الأحساءِ» أطلسَها الذي

حَمَلَ الوثائقَ والحقائقَ أَجمَعا

رجلٌ كخارطةِ البلادِ مُجَسَّمٌ..

في كلِّ جارحةٍ يُجَسِّدُ موضعا!

ما لَمْلَمَتْكَ يَدُ الزمانِ فلم تزلْ

في كلِّ ذاكرةِ المكانِ مُوَزَّعَا

قد أودعَ التاريخُ فيكَ كنوزَهُ

حتَّى انتهيتَ إليهِ كنزًا مُودَعا!

لو شاءتِ «الأحساءُ» رسمَ كيانِها

رَسَمَتْكَ أنتَ ونخلتينِ ومنبعا

وفي الختام ألقى حسن ابن المرحوم الشيخ جواد الرمضان كلمة أسرة الفقيد شاكراً الوفود والشخصيات التي تقاطرت من كل مكان للمواساة وتقديم العزاء بالفقيد السعيد.