آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

القطري يناقش متسابقات الأخلاق حول الاحترام وربطه ببر الوالدين

جهات الإخبارية

قدم الدكتور الكاتب والمدرب في التنمية البشرية منصور القطري، يوم الجمعة، ورشة عمل تحت عنوان ”قيمة الاحترام“ نظمتها مسابقة أخلاق البر التابعة للجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف، في نسختها التاسعة.

‏‎الورشة التي استغرقت ثلاث ساعات وأقيمت في احدى المدارس الأهلية بسيهات، وحضرتها متسابقات أخلاق البر، تضمنت عدة محاور ضمن حوار مفتوح أداره القطري، ‏‎طبقت المتسابقات فيه كيفية تحويل القيم إلى منتجات سلوكية من خلال مجموعات عمل.

‏‎وعرّفت كل مجموعة منها بالأثر الذي تتركه هذه القيم سواء كانت في نطاق عمل، أو في نطاق علاقات اجتماعية، أو حتى أسرية ‏‎ليفتح بذلك مجال النقاش والمشاركة ما بين المتسابقات بهدف ترسيخ الفكرة بأن السلوكيات هي من تعكس الشخصية سواء كانت ايجابية مؤكدة لذاتها، أو عدوانية، أو سلبية.

وعن قيمة الاحترام شدد القطري بأن الاحترام لا يعني أن تكون ضعيفًا فالمطالبة بالحقوق مرتبطة بالاحترام، وإنما هذه المطالبة سمة للشخصية المؤكدة لذاتها بعيدا عن الشخصيات السلبية، والعدوانية في التعامل.

وأشار إذا كان هنالك فهم خاطئ لإحدى هذه القيم فسيظهر جليًا في أفكارك، التي قد تترجمها تصرفاتك وطريقة تعاملك مع الطرف الآخر، مستشهدًا بالعديد من الأمثلة والشواهد التي أثرى فيها الورشة.

‏‎وعرف القطري القناعة الداخلية بأنها قيم واتجاهات في داخل كل فرد منا تقوم بتوجيه تصرفات الفرد على أساسها فإذا ماكان الاحترام للذات، وللآخرين يغلف هذه القناعات فإن التوجه الأخلاقي قد يختلف بتفاوت العمل على ترسيخها، وتعزيز السلوكيات التي تندرج ضمنها.

‏‎في محور آخر تناول القطري الفروقات ما بين الرأي والحقيقة: فالحقيقة مثبتة تعتمد على دراسات وغالبًا ما تحتوي الحقائق على عدد رقمي، بينما الرأي يتفاوت ويختلف من شخص لآخر بحسب النظرة الشخصية.

‏‎ونوه القطري بأن وضوح الفرق بين الرأي والحقيقة يترتب عليه احترام الرأي الآخر وتقبله كما أشار القطري إلى دور لغة الجسد في فرض الإحترام، فالإشارة التي قد تقلل من قيمة الطرف الآخر غير مقبولة.

‏‎وتعددت أمثلة القطري في مجالات التعبير بلغة الجسد، مستعرضا تجارب شعوب كاليابان وطريقة الاجتماع الإداري فيها بشكل حلقة بهدف الشعور باللافوقيه في العمل والتعامل.

وحسب ما يرى القطري فإن لغة الجسد لا تقتصر على إيماءات الجسد فقط أثناء التعامل، بل قد تتوسع لتصل إلى البروتوكولات والعادات كطريقة الجلوس، طريقة الكلام، طريقة السلام. مؤكدًا على أهمية السعي لزيادة الوعي الداخلي.

وقال القطري: «فلا تعجلن بلومك صاحبا لعل له عذرا وانت تلوم»، قد لايعني الطرف الاخر ما يظهر للعيان من خلال بعض سلوكياته فالنية سليمة، والأسلوب خاطئ وليس متعمداً، لذا شجع القطري على أهمية زيادة الوعي الداخلي، واستخدام الذكاء العاطفي بالتعامل

‏‎وعن الحديث الداخلي للنفس ذكر القطري بأن كثير من قناعاتنا مبنية على الحديث الداخلي.

وأكد أن 80?? من الحديث الداخلي للنفس سلبي بحسب الدراسات النفسية، ومحذرًا من الفضفضة الداخلية التي قد يتأثر بها المتلقي بالخصوص الأبناء فالفضفصة السلبية قد يعتنقها الطفل وينقلها ببراءته مما تعطي انطباع سلبي عنك.

‏‎وعن أهمية غرس القيم السليمة ذكر القطري بأن هنالك عدد من النصوص، والمعادلات السلوكية الجميلة في تراث أهل البيت اثرى الورشة بعدد منها كالمزاح.

وعرف المزاح بأنه نوع من الدعابة الذي لا ضير منه، ولكن عليه أن يكون بضوابط معينة، فالمزاح مطلوب ولكن باعتدال، لافتا الى ان ‏‎المزاح المتوازن الذي لا يخرج عن حدود الأدب لا يؤذي الطرف الآخر، بل قد يكون دافع للتقارب والمحبة وادخال السرور في نفس الأطراف الأخرى.

‏‎وحذر بقوله:. انتبه من تمازح! ومتى؟ واين؟. فالمزاح بضوابطه يعنى بأهمية وقت ومكان والشخصية التي تمازحها كالكبير والشيخ وأنهى ورشة عمله بتغريدة كان قد غرد بها سابقًا: اذا سقط الاحترام سقطت جميع العلاقات ”الاجتماعية، فلا صداقه بلا احترام، ولا قرابة بلا احترام، بل ولاحتى حب بلا احترام“.

ومع انتهاء ورشة العمل كرمت إدارة مسابقة أخلاق البر المدرب منصور القطري تقديراً لجهوده في إثراء البرنامج التدريبي.

بعدها تم التنسيق لإختبار القياس القبلي للمتسابقات عن طريق الرابط اون وحوى ثلاث محاور: في تطوير الذات، وبر الوالدين، والثقافة والمعرفة. وهدف القياس لتقييم المتسابقات للوقوف على مدى معرفتهن والمامهن ببعض الجوانب الاجتماعية، أو العلمية والثقافية، وغيرها، كما أنها تقيس قدرات المتسابقات، ومستواهن الثقافي والاجتماعي.