آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 1:40 م

زمن مُخْتَصر

ليلى الزاهر *

ثَمّة فرق بين أن تصعد الجبال بأرجل حديدية تقاوم الصخر فتصل للقمة دون جهد، أو أنك تغوص في مياه المحيط بآلة بسيطة تنقلك بضغطة واحدة إلى قارة أخرى مختصرا الزمن في ثوانٍ.

وهذا ما يُعرف بالانتقال الآني «Teleportation» وهو ضرب من الخيال العلمي يدخلنا في عالم اللامعقول كما يحدث في أفلام الخيال العلمي وأفلام القوى الخارقة.

هل لنا أن نتنقل بين المحيطات واليابسة مرورا بالأغلفة الهوائية كما في الفلم السينمائي «Aqua MaN»؟

هل يمكن أن ينتقل شخص من مكان لمكان آخر بلمح البصر؟

وإذا كنا نعدُّ هذه الأمور من الأساطير التي تخلو من الواقعية المحْضَة إلا أنه مع مرور الزمن يمكن أن يعترف العلماء بأنهم عاجزون أمام إرادة الله المعجزة وقدرات الإنسان العقلية الخارقة وأن هناك أمور في أروقة المجهول لانعرفها حق المعرفة ويمكن أن تتجسد لنا حقيقة مثل شمس في كبد السماء ولانملك إلا أن نقول:

«وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ»

وليس أدلّ على ذلك من التطورات السريعة التي شهدناها في سنوات بسيطة.

لقد تنبأ ستيف جوبز منذ ثلاثين عاما بأن مستخدمي الحواسيب للترفيه أو لأي شيء آخر خارج العمل كالاتصال سيتزايد عددهم. كما تنبأ أيضا بأن الحواسب سوف تُستخدم في المنازل من أجل المتعة وكان هذا الأمر يُعد من الصعوبة بمكان لتكلفتها الباهظة. أما في وقتنا الراهن فأن السبب الأكثر إلحاحًا والذي يتصدر قائمة معظم الناس اقتناء حاسوب شخصي من أجل التواصل مع الآخرين.

إن من السهولة بمكان أن تحلم وأنت جالس بمكانك دون حِراك لكن الأجمل أن تناضل من أجل تحقيق الأحلام فربما كانت ضروب الخيال والأحلام حقيقة واضحة لذي عينين وربما كان التخطيط المدروس والمثابرة والهمّة فضلا عن الفرصة المارّة بطريقك سلالم ترتقيها للوصول لنجاح عظيم كنت تحتسبه ضربا من ضروب الخيال العلمي.

ولاتخفْ من ممرات الإخفاق لأنها طرق لفهم أصول النجاح بطرق مجرّبة ومحسوبة تجعل لك حيّزا في الوجود العملي وتأخذك نحو مشارف النجاح.

وعندما يُقنع الإنسان نفسه بأن عمره الذهبي أمامه وليس خلفه فإن الليالي الحالكة سوادا تتبدل إلى صبح وضّاءأضاء بوجنتيه العالم بين يديك.