آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

الإلحاد شبهة وتساؤل

عباس المعيوف * صحيفة الرأي السعودي

يرى البعض أن البداية الحقيقية نحو الإلحاد، تبدأ بالتساؤل، يعقبه شبهة فكرية تنتهي بالاعتقاد - إذا لم يتم الإجابة عليه بطريقة موضوعية فكرية عقلانية صحيحة - وقد يتطور الوضع إلى أبعد من ذلك مما ينتج عن التعمق فيه، وبالتالي قد يسبب الإلحاد أو زيادة الإيمان وقوته، وقد يكون الملحد من أكثر الناس إيمانًا عندما تنقشع عنه غمامات الشبهات، بالمقابل هناك من يرى الإلحاد بشبهة لا الاعتقاد لماذا؟ لأنه غير مبني على حقائق علمية، إنما أشبه بالترف فالملحد يؤمن بإلحاده فعندما نتمعن في الوسط الاجتماعي نجد بروز شريحتين تتصدران المشهد، بمعنى أن أكثر الملحدين إما من أسرة متشددة وإما نتيجة الابتعاد عن الدين والاستهتار وعدم الفهم ونقص الثقافة الدينية.

أتذكر أحد المشايخ ذكر قصة مفادها، أن هناك فتاة لا تؤمن بوجود الله وتلبس الحجاب وتحفظ معلومات الدين فقط لترضي أهلها، ولكن تقر للشيخ أنها لا تؤمن بالله ولو كان الله موجودًا لما كانت لتحدث كل هذه المشاكل والابتلاءات، فضرب لها مثلًا هل يمكن وجود السيارة بلا صانع هل يمكن أن تتكون وحدها، قالت: لا، لابد من صانع. والسيارة عندما تصنع تكون بحالة مثالية شكلًا وعملًا وتوفر للإنسان حاجته، والصانع يكون أدى وظيفته أن وفر كل ما يحتاجه السائق، لكن قد يأتي مسبب في تدمير تلك السيارة المثالية إما من طرف آخر أو من السائق.

من المهم أن ندرك الأسباب الرئيسية وراء الإلحاد، وهي كثيرة في الواقع، ولكن يأتي بمقدمتها حالة التبعية للغرب والذوبان فيها من خلال القياس بين ما وصلوا من تقدم حضاري بعيدًا عن الدين، ولا ننسى ضعف الثقافة الدينية وقوة الحجج، فكثير منا للأسف متمسك بالفهم العام للدين لا الجوهر، أضف إلى ذلك تضخيم نقائص المتدينين وتحميل الدين تبعاتها بمعنى فرض تطابق الصورتين رجال الكنسية على رجال الدين المسلمين.

ورغم ذلك، لابد لنا أن نحتوي هؤلاء بالحوار معهم وعدم الضغط عليهم، وهذا لا يتأتى إلا من خلال أساتذة في علم الأديان لديهم اطلاع واسع في الرد علهم، علينا عدم التسليم وأن يكون لدينا خط رجعة لعل يرجعون لرشدهم.